Alg_2010 Member
سجل فى : 31/08/2008
المساهمات : 2339 العمر : 29 التقييم : 4
| | من اسرار بعض الحروف | |
بسم الله الرحمن الرحيم
فائدة:
(( تأمل سر ( ألم ) كيف اشتملت على هذه الحروف الثلاثة :
فالألف : إذا بدئ بها أولاً كانت همزة ، وهي أول المخارج من أقصى الصدر .
واللام : من وسط مخارج الحروف ، وهي أشد الحروف اعتمادا على اللسان .
والميم : آخر الحروف ومخرجها من الفم .
وهذه الثلاثة هي أصول مخارج الحروف أعني : الحلق واللسان والشفتين ، وترتبت في التنزيل من البداية إلى الوسط إلى النهاية .
فهذه الحروف تعتمد المخارج الثلاثة التي يتفرع منها ستة عشر مخرجا ، فيصير منها تسعة وعشرون حرفا عليها مدار كلام الأمم
الأولين والآخرين مع تضمنها سرا عجيبا ، وهو :
أن الألف : البداية واللام التوسط ، والميم النهاية .
فاشتملت الأحرف الثلاثة على البداية والنهاية والواسطة بينهما.
وكل سورة استفتحت بهذه الأحرف الثلاثة ، فهي مشتملة على بدء الخلق ونهايته وتوسطه ، فمشتملة على تخليق العالم وغايته،
وعلى التوسط بين البداية والنهاية من التشريع والأوامر .
فتأمل ذلك في البقرة وآل عمران وتنزيل السجدة وسورة الروم .
وتأمل اقتران الطاء بالسين والهاء في القرآن ، فإن الطاء جمعت من صفات الحروف خمس صفات لم يجمعها غيرها وهي :
(( الجهر والشدة ، والاستعلاء ، والإطباق ، (والقلقة) )) ، والسين (( مهموس ، رخو مستفل ، صفيري ، منفتح )) فلا
يمكن أن يجمع إلى الطاء حرف يقابلها كالسين والهاء ، فذكر الحرفين اللذين جمعا صفات الحروف .
وتأمل السور التي اشتملت على الحروف المفردة ، كيف تجد السورة مبنية على كلمة ذلك الحرف ، فمن ذلك ( ق ) والسورة
مبنية على الكلمات القافية من ذكر القرآن ، وذكر الخلق ، وتكرير القول ومراجعته مرارا ، والقرب من ابن آدم ، وتلقي الملكين
قول العبد ، وذكر الرقيب ، وذكر السائق والقرين ، والإلقاء في جهنم ، والتقدّم بالوعيد ، وذكر المتقين ، وذكر القلب والقرون
والتنقيب في البلاد ، وذكر القبل مرتين ، وتشقق الأرض وإلقاء الرواسي فيها ، وبسوق النخل والرزق ، وذكر القوم ، وحقوق
الوعيد ، ولو لم يكن إلا تكرار القول والمحاورة .
وسر آخر : وهو أن كل معاني هذه السورة مناسبة لما في حرف القاف من الشدة والجهر والعلو والانفتاح .
وإذا أردت زيادة إيضاح هذا فتأمل ما اشتملت عليه سورة ( ص ) من الخصومات المتعددة ، فأولها خصومة الكفار مع النبي
وقولهم : (( أجعل الآلهة إلها واحداً )) إلى أخر كلامهم ، ثم اختصام الخصمين عند داود ، ثم تخاصم أهل النار ، ثم اختصام
الملأ الأعلى في العلم وهو الدرجات والكفارات ، ثم مخاصمة إبليس واعتراضه على ربه في أمره بالسجود لآدم ، ثم خصامه ثانيا
في شأن بنيه وحلفه ليغوينهم أجمعين ، إلا أهل الإخلاص منهم ، فليتأمل اللبيب الفطن : هل يليق بهذه السورة غير ( ص ) ،
وبسورة ( ق ) غير حرفها ، وهذه قطرة من بحر من بعض أسرار هذه الحروف ، والله أعلم . انتهى .
من كتاب ( بدائع الفوائد 3/1119 ) لابن قيم الجوزية – رحمه الله تعالى | |
|
الخميس 16 أبريل 2009, 1:59 pm من طرف OmAr71