بسم الله الرحمن الرحيم
حوار بين الحياة والموت...
والأن لنقرأ هذا الحوار:
الحياة : السلام عليكم
الموت : وعليكم السلام
الحياة : ممكن نتعرف
الموت : بكِ اتشرف
الحياة : أنا أسمي حياة بنت الدنيا
الموت : انا اسمي موت بنت الأخرة
الحياة : انا عندما أتي يفرح الناس
الموت : انا عندما أتي يحزن الناس
الحياة : انا أُخبرهم أني أتيت
الموت : انا لا أُخبرهم أني أتيت
الحياة : انا أتي اليهم في كل سنة
الموت : انا أتي مرة واحدة في العمر
الحياة : انا معي اللهو
الموت : انا معي الحق
الحياة : انا امضي سريعة على العاصي
الموت : انا امضي بطيئة على العاصي
الحياة : انا امضي بطيئة على المطيع
الموت : انا امضي سريعة على المطيع
الحياة : انا يصرفون علي الأموال
الموت : انا لا يصرفون علي الأموال
الحياة : انا تحت أمرهم
الموت : هم تحت أمري
الحياة : انا أزيد عندهم الأمل
الموت : انا اقطع عنهم الأمل
الحياة : انا شأني سخيف
الموت : انا شأني عظيم
الحياة : انا بيتي فوق الأرض
الموت : انا بيتي تحت الأرض
الحياة: إذا ملوا مني تركوني
الموت : إذا ملوا مني لم أتركهم
الحياة : انا صوتي ضجيج
الموت : انا صوتي صمتٌ رهيب
موعظة
* فتفكر يا مغرور في الموت وسكرته، وصعوبة كأسه ومرارته، فيا للموت من وعد ما أصدقه، ومن حاكم ما أعدله. كفى بالموت مقرحاً للقلوب، ومبكياً للعيون، ومفرقاً للجماعات، وهادماً للّذّات، وقاطعاً للأمنيات.
* فيا جامع المال! والمجتهد في البنيان ! ليس لك والله من مالك إلا الأكفان، بل هي والله للخراب والذهاب، وجسمك للتراب والمآب، فأين الذي جمعته من المال؟ هل أنقذك من الأهوال؟ كلا .. بل تركته إلى من لا يحمدك، وقدمت بأوزارك على من لا يعذرك.
* ولقد أحسن من قال في تفسير قوله تعالى : (وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا) القصص: 77 هو الكفن، فهو وعظ متصل بما تقدم من قوله: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ) القصص:77 أي اطلب فيما أعطاك الله من الدنيا الدار الآخرة وهي الجنة، فإن حق المؤمن أن يصرف الدنيا فيما ينفعه في الآخرة، لا في الطين والماء، والتجبر والبغي، فكأنهم قالوا: لا تنس أن تترك جميع مالك إلا نصيبك الذي هو الكفن.
ونحو هذا قال الشاعر :
هي القناعة لا تبـغ بها بدلاً فيهــا النعيم وفيها راحــة البدن .......... انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير القطن والكفن
* فيا أخي الحبيب اختي الحبيبه :
أين استعدادك للموت وسكرته؟
أين استعدادك للقبر وضمته؟
أين استعدادك للمنكر والنكير ؟
أين استعدادك للقاء العلي القدير ؟
* وقال سعيد بن جبير: (الغرة بالله أن يتمادى الرجل بالمعصية، ويتمنى على الله المغفرة)
تزود من التقوى فإنك لا تدري
إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من صحيح مات من غير علة
وكم من سقيم عاش حينا من الدهر
وكم من صبي يرتجى طول عمره
وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
الخميس 29 أكتوبر 2009, 8:31 pm من طرف jasmin