غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها

غزة- رامتان
مع انطلاق فعاليات اليوم العالمي التضامني تزداد معاناة سكان قطاع غزة ضراوة وقساوه تتمثل في نقص الدواء والغذاء والكهرباء والوقود وقد تجلت أبرز صور هذا الحصار علي أسرة المرضي في المشافي وفي الطوابير الواقفة قبالة المخابز للحصول علي رغيف الخبز.

الغزييون يعيشون مأساة حقيقية، لا يشعر بها إلا من يسير في شوارع غزة ، ولكن العالم الذي يشاهد صور تلك المأساة عن بعد لا يدركها على حقيقتها, خاصة المرضى الذين ازدادت معاناتهم بسبب نقص الأدوية والمعدات الطبية.

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 92

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 92

وقد لا يغيب عن أذهاننا نحن سكان غزة مشهد ذاك الطفل الذي يقطن شمال القطاع وقد شاهدناه علي شاشات التلفزة وهو يتنفس بجهاز يعمل يدويا جراء انقطاع التيار الكهربائي, وقد كان أفراد عائلته يتناوبون طوال ساعات اليوم علي جهاز التنفس اليدوي ليمنحوه الحياة.

القطاع الصحي كان أكثر القطاعات تعرضاً للضرر حيث تسبب الحصار بنقص حاد في الأدوية التي أصبح رصيدها صفر تقريباً حسب ما أكدت وزارة الصحة في الحكومة المقالة، والمعدات الطبية التي منها من تعطلت بسبب نقص في المواد، الأمر الذي تسبب في وفاة أكثر من 90 مريضاً بسبب عدم وجود تلك الأدوية داخل مستشفيات قطاع غزة، وبسبب منعهم من السفر لتلقي العلاج بالخارج.
غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 12

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 12

وعلي سبيل المثال وليس للحصر فغاز النيتروز الذي يستخدم في التخدير للتحضير للعمليات الجراحية تمنع إسرائيل دخوله لمستشفيات القطاع، والكمية المتواجدة منه فقط تكفي لمدة أسبوعين، الأمر الذي جعل وزارة الصحة في الحكومة المقالة تعلن أنه سيتم إغلاق غرف العمليات إذا استمرت إسرائيل في منع دخول هذا الغاز.
غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 9

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 9

هذا التدهور الخطير في القطاع الصحي والذي يزداد يوماً بعد يوم، أجبر الحكومة الفلسطينية على إغلاق بعض العيادات الطبية لنفاذ العلاج والأدوات اللازمة لتقديم الخدمات الطبيبة للمراجعين، لاسيما الأطفال الذين كانوا الأكثر تأثراً حيث نفذت التطعيمات والأدوية الخاصة بهم الأمر الذي أدى إلى وفاة بعضهم وتفاقم مرض البعض الآخر وبلوغهم مرحلة الخطر.

ناهيك عن انقطاع التيار الكهربائي وعدم توفر الوقود لتشغيل المولدات داخل المستشفيات، ما يؤدي إلى توقف الأجهزة الطبية تماماً وما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر، ربما تودي بحياة بعضهم، لاسيما تأثير انقطاع الكهرباء على كل أقسام العمل الصحي داخل المستشفيات خاصة ( غرف العمليات – الحضانة – أقسام الحروق – العناية المركزة – تطعيمات الأطفال – الأغذية – مرضى الأجهزة التنفسية الذين يحتاجون باستمرار لأجهزة التبخيرة ونسبتهم من سكان القطاع من 3-4 % هؤلاء ستتعرض حياتهم للخطر – الرعاية الصحية – النظافة والصحة العامة – الأطفال الذين يعانون من حالة الشلل الدماغي ويحتاجون باستمرار لأجهزة شفط الإفرازات على مدار اليوم – المختبرات وبنوك الدم – مياه الصرف الصحي – توقف عمل محطات الأكسجين – أقسام الأشعة ستتوقف بنسبة 50% - توقيف العديد من العمليات الجراحية – زيادة معاناة مرضى الفشل الكلوي ووقف معظم وحدات غسيل الكلى).

ومن الأمثلة علي آثار الحصار أيضا مزارعو قطاع غزة، الذين تضرروا بشكل كبير بسبب إغلاق المعابر، لاسيما مزارعو الزهور الأكثر ضرراً بسبب انقطاع التيار الكهربائي المتكرر لفترات طويلة، وعدم توفير كمية السولار اللازمة لتشغيل ماتورات المياه، وعدم توفير مستلزمات الإنتاج مثل الأسمدة والمبيدات، حيث قال رئيس الجمعية الزراعية التعاونية في بيت حانون، غسان قاسم، أن عدد العاملين في مجال الزهور والذين خسروا أعمالهم بشكل مباشر 750 مزارع ويعيلون بـ 4500 شخص.

ومن المتوقع أن تصل خسائر مزارعي التوت الأرضي لحوالي 10 مليون دولار نتيجة زراعة أكثر من 2500 دونم بالتوت الأرضي بتكلفة 3500 دولار للدونم الواحد ويعمل في مجال زراعة التوت الأرضي 4500 عامل، وخسائر مزارعي الزهور حوالي 4 مليون دولار نتيجة زراعة ما يزيد عن 500 دونم ويعمل في زراعة الزهور حوالي ألف عامل.
غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 14

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 14

كثيرةٌ هي القطاعات التي تضررت بفعل الحصار فمشاريع البناء والتطوير التي تنفذها وكالة الغوث "الأونروا" توقفت جميعها والتي تشكل مصدر دخل لما يزيد عن 121 ألف شخص، وتقدر تكلفة المشاريع بسبب نقص المواد الخام بحوالي 93 مليون دولار، ناهيك عن توقف جميع المشاريع الإنشائية والعمرانية والتطويرية الخاصة والعامة ومشاريع البنية التحتية، وتكلفتها الإجمالية تقدر بحوالي 18 مليون دولار.

ويبلغ مجموع المشاريع في قطاع البناء والإنشاءات التي تم إيقافها وتعطيلها بنحو 160 مليون دولار بما فيها مشاريع وكاله الغوث الاونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومشاريع أخرى، حيث تفاقمت أزمة البطالة والفقر نتيجة الحصار، وارتفعت معدلات البطالة والفقر، وحسب أخر التقديرات بلغ معدل البطالة 80% ومعدل الفقر 90%، وأصبح معظم السكان يعتمدون علي المساعدات الإنسانية.

قطاع غزة شريط ضيق من أراضي ساحل البحر الأبيض المتوسط، طوله 40 كيلومتراً ويتراوح عرضه من 5 إلى 10 كيلومترات، والذي يبلغ عدد سكانه قرابة مليون ونصف فلسطيني، يعيش سكانه تحت حصار مشدد فرضته إسرائيل منذ 15/6/2007، وأغلقت معابره إغلاقاً محكماً، مانعة المساعدات الإنسانية بالدخول إليه.

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها Untitled

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها Untitled

كثُرت النداءات والمناشدات التي وجهها الفلسطينيون للعالم، لرفع هذا الحصار الذي ضرب كافة مناحي الحياة، ففي كل يوم تنطلق الدعوات والمناشدات مطالبة برفع الحصار وفتح المعابر، وذلك لأن المأساة تشتد أكثر فأكثر فالمرضى يموتون الواحد تلو الآخر، الكهرباء تتوقف تارة وتعمل تارة، والوقود تقلصه إسرائيل , ولكن لا حياة لمن تنادي.

Very Happy

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها %281%2955

أعياد غزة

قد لا يجد المنهمكون في هذه الأيام بالإعداد للأعياد فائضاً من الوقت لمشاهدة تقرير لا تتجاوز مدته خمس دقائق فقط عن الوضع غير الإنساني وغير الطبيعي الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الحصار، خصوصاً في ذلك القطاع الذي يتعرض لقطيعة لا مثيل لها، ويعاقب بشكل جماعي.
غزة الآن هي الجحيم الذي تصبح كل التقارير وفي مقدمتها تقرير الصليب الأحمر قاصرة عن وصفه حتى أدق التفاصيل، فالحياة اليومية رحلة عذاب أو نهار أسود، بين شفق وغسق، والاجتياح حدث بالفعل رغم أن التهديد به لا يزال مستمراً، وهذه حيلة “اسرائيلية” معروفة، غالبا ما تنتهي الى إنجاز المهمات القذرة أثناء التلويح بها.

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 02

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 02

تقول كاترينا ريتس رئيسة الصليب الأحمر في فلسطين، ان كل ما يقدم الآن لغزة هو مجرد ترقيع، ولو كانت تعرف العربية لأضافت التركيع أيضا، والحلول المؤقتة التي تقدم لغزة هي أشبه بجرعات تحذير، تعقبها آلام مضاعفة، وتقول السيدة ريتس إنه لا بد من حل سياسي لهذه المأساة.

وتعول على مؤتمر المانحين القادم في باريس، ولو كانت تعرف العربية أيضا لاستبدلت كلمة المانحين بكلمة مضادة هي كلمة المانعين.
غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 7

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 7

ننهمك كعرب ومسلمين ومسيحيين الآن في الشراء وتسمين الخراف وكل ما له صلة بالبهجة الملفقة، وعلى مرمى رصاصة أو صرخة واحدة، ثمة بشر لا يجدون جمرة تحميهم من قشعريرة هذا الصقيع غير تلك الجمرة الطيبة التي قبضوا عليها وتشبثوا بها حتى حولت أصابعهم إلى شموع.

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 05

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 05

إن ما يقوله تقرير الصليب الأحمر عن أهلنا في غزة يشعرنا بالخجل، إن كان قد تبقى منه شيء، فالأرض شبه مهجورة لأن أصحابها لا يجدون الحد الأدنى من متطلبات زراعتها وحراثتها، والشجر يعاقب أيضا، كما عوقب التراب نفسه بالتجريف.

رهان السيدة ريتس هو حل سياسي لا إنساني، لأن الحلول المسماة إنسانية لم تعد ذات جدوى، و”إسرائيل” تتعامل مع أهل غزة بمنطق الأفواه اللامجدية الذي تعامل به الغزاة على امتداد التاريخ ودفع الكاتبة سيمون دي بوفوار إلى كتابة مسرحية سوداء عن هذه الدراما الكونية

ان ما تحتاج اليه غزة الجائعة والمحاصرة هو قليل من الخيال قبل أي حلول إنسانية أو سياسية، وهو أن نتصور أنفسنا هناك وأن نتحرر ولو دقائق من الأنانية الضيقة والمجنونة، فهناك في ذلك الجحيم أطفال وشيوخ وبشر من مختلف الأعمار والأوضاع يعانون من الاعتقال الجماعي، ولو استطاعت سلطات الاحتلال أن تحجب الشمس عنهم لحجبتها، أو منع الأوكسجين عن رئاتهم.

إن للأعياد في تاريخنا العربي وجهاً آخر على الدوام، هو مآتم يعيشها ويموتها آخرون، كل ما اقترفوه من جرائم هو أنهم ولدوا هناك، وصمدوا على أرضهم، وراهنوا ذات ظهيرة عربية وقومية سوداء على أنهم ليسوا وحيدين، وأن نطاقهم القومي يمتد من الماء الى الدم أو بالعكس.

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها %284%291020

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها %284%291020

شموع غزة.. من وسيلة الفرح والسعادة لمواجهة الحصار

غزة- وحدة الإعلام

انتظرت الطفلة "ميسون" ذات الخمسة أعوام أن يطفئ من حولها وخاصة الأطفال الشموع، وتنار المنطقة بالكهرباء بعد أن غرقت في الظلام الدامس، دون أن تدري أن إشعال الشموع ليس من باب الفرح أو ألعاب الأطفال، وإنما لإضاءة النور بعد أن غرق في الظلام الدامس جراء توقف محطة الكهرباء.

وغرقت أجزاء كبيرة من مدينة غزة، ليلة السبت 10-5-2008 في ظلام دامس، بعد توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع عن العمل بسبب قطع (إسرائيل) لإمدادات الوقود كجزء من العقوبات التي تفرضها على سكان قطاع غزة.

وكانت شركة الكهرباء قد عانت مؤخرًا من نفاد السولار الصناعي اللازم لتوليد الكهرباء؛ الأمر الذي أثر على وصول التيار للمواطنين.
غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 1%20%285%29

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 1%20%285%29

الطفلة ميسون خرجت من بيتها القريب من مفترق السرايا وسط مدينة غزة، لتشارك عشرات الأطفال الذي تجمهروا قرب المفترق بدعوة من اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار مساء السبت، في مسيرة شموع تحدياً لانقطاع الكهرباء وحصار غزة.

لكن الطفل سامي بدا أكثر وعياً من شقيقته "ميسون" وأكبر من سنه حين قال: "غزة عتمة.. ولا نرى شيئاً في البيت.. أمي منعتنا من الخروج للشارع خوفاً علينا".

وأضاف سامي، وقد عكس شعاع ضوء الشمعة على وجهه "لماذا يعاملوننا في غزة هكذا؟.. إننا نرى في التلفزيون أطفال العالم يعيشون حياة غير التي نعيشها؟.. متى سنصبح مثل أطفال العالم"

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 1%20%2826%29

غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 1%20%2826%29

وحمل الأطفال في المسيرة إلى جانب الكبار ويتقدمهم أعضاء اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار الشموع المضيئة ولافتات ضد الحصار الإسرائيلي وعقاب غزة.

لكن ما يزد "الطين بله"- حسب الشاب محمد جندية- الذي شارك وأطفاله نور ومنار وأحمد في المسيرة، أن الوقود والغاز مقطوع هو أيضاً مما يحول دون إشعال المصباح "الشمبر". مشيراً إلى أن الحياة وصلت لـ"طريق مسدود" وأن مماطلة الحل يعني قرب الانفجار الشعبي.

من جهته، قال رامي عبده، الناطق باسم اللجنة الشعبية إن هذه الفعالية جاءت لتعبر عن حالة الضيق التي وصل لها حال المواطنين في قطاع غزة، مضيفاً أن الشارع الآن غاضب وحانق ولم يعد من الممكن أن يحتمل الأوضاع أكثر من ذلك".

وشدد عبده، على الاحتلال الإسرائيلي يستهدف كل القطاعات ويتغول بطريقة غير مسبوقة، وأنه "لا يمكن الحديث الآن عن قطاع معين كل المرافق الحيوية الآن باتت مشلولة".

وتابع "الآن يخرج الجميع في هذا المشهد يتقدمهم الأطفال والطلاب الذين باتوا غير قادرين على مواكبة دروسهم وامتحاناتهم.
غزة مأساة حقيقة لا يدركها إلا من يقطنها 12

أما علي النزلي، مسؤول العلاقات العامة والفعاليات في اللجنة، فأكد على أن مثل هذه الفعاليات جاءت لتوصل رسالة لكل أحرار العالم وكل المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة للتدخل الفوري والعاجل وان لا يصمتوا في هذه اللحظات الحرجة حتى لا يكونوا شركاء في هذه الجريمة.

وناشد النزلي، "بان كي مون" للتدخل وإنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة في القطاع وان المعاناة وصلت إلى مستوى غير مسبوق ينذر بتدهور الأوضاع وحدوث كوارث إنسانية حقيقية.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Very Happy

زائر

يسلمو ع الصور

جزاك الله كل خير على المشاركة
Very Happy

بارك الله فيك

وفيكي يا أختي الكريمة
Very Happy

بارك الله فيك اخي
وجزاك خيرا ان شاء الله[i][u] Very Happy

و فيكي يا أختي الفاضلة
Very Happy

» حقيقة ام خيال؟
» مدينة شفشاون المغربية ..حقيقة ام خيا!!!!!ل
» حلم وأصبح حقيقة (استايل ميرندا) الرائع
» صورة حقيقة لمحمد (صلى الله عليه وسلم) متع ناظريك