إن المتابع والمتأمل لمايجري من الأوضاع والأحداث على أرض غزة ليكاد قلبه أن يتفطر.. ولسانه أن يتعثر.. وقلمه أن يتكسر.. وهو يحاول التعبير عما يحدث هناك..
سَألتُ غُثاءَ السَيلِ والعينُ تَدْمَعُ أَحَقّاً عبادَ اللهِما أُحِسُّ وأَسمعُ
بأنَّ عُلُوجَ الرُومِ جاسُوا ديارَكمْ وأنتمْحَيارى مُسْتَكِينُونَ خُشَّعُ
قتلٌوتشريد.. حصارٌ ظالم.. تهديدٌ باغتيال القادة.. انقطاعٌ للكهرباء.. نفادٌ فيالوقود.. خيانةٌ من بعض العملاء..
يا أهل غزة لا عذرٌفنعــتذرُ ومالنـا عن سهام العـار مستَتَرُ
يا أهلغزة.. جبارون.. ملحمةٌ من الصمود سُداها الموت والخطرُ
إلا أنه مما يزيد الجروحجِراحاً.. والمآسي آلاماً.. والكروب محناً وبلايا.. ذلك الصمتُ الإسلاميِّالعجيب.. ذلك الذلَّ العربيَّ الخطير.. فيا لله.. هل ماتت القلوب ؟ هل انعدمتالمشاعر ؟ هل تبلَّدت الأحاسيس ؟
كناإذا أرغم الأعداء هيبتنا أواستباحوا الحمى بالشجب ننتصرُ
واليوم لاشجبٌ حتى الشجب مجترم تأسى له المُهج الحرى وتصطبرُ
رحِم الله الفاروق.. ورحم الله المعتصم.. ورحم الله صلاح الدين.. ورحِم الله من أعاد للأمة أمجادها.. وردَّ إليها فَخرها.. وقادها إلى مرضاة ربها..
يا أمةالجسد الواحد.. إن بعضاَ من جسدكِ في غزة يُستباح الآن.. فأين رجالكِ ؟ أينالغيورون من أبنائكِ ؟ (وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر).
إن الذي يجري في غزة ليسحصاراً.. إنما هو حرب إبادة لشعب اختار العيش بكرامة.. إنه عقابٌ جماعي لشعباختار طريق الإسلام شرعاً.. ومنهجاً.. ودستوراً..
أكثر من 400 طفل مهدَّدون بالموت.. فأين الرجال ؟
3900 مصنع توقفت تماماًبسبب عدم وجود الكهرباء.. فأين الرجال ؟
تهديداتٌإسرائيلية باغتيال القادة من حماس.. فأين الرجال ؟
أكثر من 70 % من الأسر فيغزة يعيشون تحت خط الفقر.. فأين الرجال ؟
لا للصمت يا محبي فلسطين.. ولا للذل والخضوع يا مسلمون.. ولا للاستسلام أيها الصامدون.. ولا للتجاهلوالتناسي أيها الغيورون..
ويا أهلنا في غزة.. إنمنعوا عنكم الغذاء.. والماء.. والكهرباء.. فلن يمنعوا مددالسماء.. ولن يمنعوا باب الدعاء.. ولن يوقفوا نافذة الرجاء..
وإن تكالبتعليكم الدول الكافرة.. والأمم الفاجرة.. فإن معكم القوة التي لا ترام.. والعزةالتي لا تضام.. والقدرة التي لا تغلب.. (وإذ يوحي ربك إلى الملائكة إني معكمفثبِّتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب).
وإن تخلى عنكم الناس.. فالتجئوا إلى ربِّ الناس.. ملكِ الناس.. إله الناس.. فأنتم اليوم تكتبون التاريخالمشرق للأمة.. وترسمون المستقبل الناصع لها..
يا غزة القسَام ويا غزَاتتنتظر النصر يأتي بميعادٍ من القدرِ
حين يرى اللهجند الحق قد وفُوا بعهد ربي فتأتي مشيئةُ الأمر
بقول " كن" منالجبار يندبه فتذعن الأكوان لخالقها بلا نَهَرِ
نسأل الله أن يرفع الضرعن أهلنا في غزة.. وأن يبطش باليهود المعتدين.. وأن يكُفَّ بأسهم عن الذين آمنوا.. إنه خير مسؤول.. وهو حسبنا ونعم الوكيل.