afnan@sh Member
سجل فى : 21/12/2008
المساهمات : 4454 العمر : 30 التقييم : 13
| | ايها الاخ الفاشل ..... ايها الاخت الفاشلة ..... ارجو منكم الدخول | |
:4176:
أعتذر إن كان العنوان قاسيا شيئا ما فقد أحببت أن اجذب كل من سمى نفسه يوما ما فاشلا أو حتى ألقى بهذا اللقب على احد ممن يعرفه أو حتى سمع شخصا ينعت شخصا آخر بهذه الصفة : الفااااااااااشل" فبين الفشل والنجاح مساحة كما بين السماء و الار رض ولكننا – لأننا بشر والنقص من صفاتنا والكمال لله وحده- نحاول الهرب من المحاولات المتكررة لننجح ونستبدلها باستسهال حدوث الفشل ووضع الرأس في الرمال. في مهنة التدريس التي أعمل بها لا يمكن أن أسمي نفسي ناجحا أو فاشلا في تحقيق هدفي وهو إيصال المعلومة إلى عقل المتلقي. لا يمكن أن أحكم على الطالب بأنه فاشل أو ناجح حتى وإن كان هناك درجة للنجاح وأخرى للفشل بل هناك أسباب اخري يجب ان تو ضع في الحسبان والدليل على ذلك أن درجة النجاح أحيانا تختلف من مكان لآخر. الفشل "لفظة لا وجود لها في قاموس حياتنا ، لأننا لا نعترف بها، ونستبدلها بجملة " أنا لم أوفق" لا تستعجلوا وتحكموا علي من يقول هذا بأنهمحظوظ ، وأن حياته مليئة بالمسرّات ، وأنه حاز كل ما يتمناه ! لا تقيّّموا شخصاًما أنه إنسان ٌ " فاشل " أو " ناجح " .. لأنها مقاييس لا وجود لها عند من يحققالإيمان بأحد أركانه وهو الإيمان بالقدر خيره وشره . " الفشل " مظهر خارجي للعمل، يدركه الجميع بما يظهر لهم من نتاج السعي ، فإن كانت النتيجة هي ما تعارف عليهاالجميع أنها رديئة فهو في عرفهم " فشل" وما تعارفوا أنه جيد وحسن ، فهو إذاً " نجاح " . ولكن .. أين ما وراء الظواهر ؟ أين علم الغيب مما يحدث من واقعالسعي ؟ فقد يكون من نحكم عليه بأنه " ناجح " ، هو في حقيقة الأمر أبعد ما يكونعن النجاح . ومن نرثي اليوم لفشله ، قد يكون في قمة النجاح وهو أو نحن لا ندركهذا . عندما تناولنا سيرة الصحابي " زيد بن حارثة " حِـب رسول الله – صلى اللهعليه وسلم – بالشرح والتحليل للطلاب ، تعلمت كيف لا أصدر حكمي على الأمور بظاهرها ،أو أجعلها مقياساً لتحديد النجاح والفشل في حياتي . عندما أراد الصحابي زيد – رضي الله عنه - الزواج ، ولما كانت منزلته الكبيرة عند النبي – صلى الله عليه وسلم - يشهد لها الجميع ، فقد خطب له النبي – صلى الله عليه وسلم - ابنة عمته زينب – رضيالله عنها وأرضاها – فقبلت به لأنها تعلم تلك المنزلة ، فقلت في نفسي : إنهمامثالا لأنجح زوجين ، فهو ربيب النبي – عليه صلوات ربي وسلامه - ويملك ما يجعله مثالالزوج الصالح في نظر أي امرأة .. وهي ابنة الحسب والنسب العفيفة الشريفة ـ ذاتالأخلاق الكريمة ـ ومع ذلك ، انفرط عقد زواجهما ، وانفصلا بالطلاق ! فهل يمكننيأن أصف زيداً بأنه " فاشل " ؟ وهل يمكنني أن أصف زينب بأنها " فاشلة " ؟ أليسالطلاق بين الزوجين علامة لفشلهما في تحقيق الاستقرار الأسري ؟ إذاً حسبالمقاييس التي اتفق الجميع عليها ، هما " فاشلان " – وحاشا لله أن يكونا كذلك . فقد قدّر رب العالمين أن تنتهي رابطة الزواج بالانفصام .. ليبدأ بعدها رباطأقوى وأسمي لكل منهما . فقد كان أمر الزواج والطلاق بعد ذلك لحكمة خفيت علىالجميع ، وهي إبطال التبني ، ونحن نعلم أن زيداً كان في البدء يُنسب لسيدنا محمد – عليه الصلاة والسلام – بحكم تبنيه له . .وكان يُدعى " زيد بن محمد " . ولأن اللهأنزل تشريع الأحكام متدرجة بما يتناسب مع المجتمع حينها ، وقد تعارف الجميع علىجواز التبني ، وجواز أن يرث الرجل إحدى نساء أبيه بعد موته . طلق زيدٌ زينب ... فأمر الله – تبارك وتعالى – نبيه أن يتزوجها .. . فأدرك المسلمون أن التبني محرم، والدليل زواج نبيهم بطليقة من نسبه إليه الله أكبر ! وها هي زينب قد تحولتفي نظر النساء إلى امرأة محظوظة " ناجحة " ! وتزوج زيدٌ منامرأة أخرى ، وأنجبت منه " أسامة بن زيد بن حارثة " – حب ِ ابن حبِ رسول الله ـ صلىالله عليه وسلم ـ ونجح في تربية " أسامة " الصحابي القائد لجيش يضم كبار الصحابة ،وهو في الخامسة عشرة من عمره !! . فأين تقييم " الفشل " و " النجاح " فيما حدث؟! ولأضرب لكم مثلاً من عصرنا الحاضر : يتقدم طالبان لامتحانالقدرات! ينجح الأول في الامتحان وبتفوق ، ويعود لأهله يُبشرهم بهذاالتفوق بينما لم يحقق الثاني درجة القبول ، فيرجع لأهله ليلقى اللوم والتقريععلى تقصيره في الاستعداد للامتحان بمزيد من الدراسة والمذاكرة ، رغم أنه بذل أقصىما بوسعه! .. ولأنه في نظر من حوله ، ونظره هو أيضاً " فاشل " فقد أصيببالإحباط، وانزوى في بيته يتجرع كؤوس الندم . الأول يصبح رئيس بنك ربوي عظيم ذوشأن .. بمرتب كبير ، مكنه من اختيار زوجة جميلة من أسرة عصرية، وعاش حياة مرفهة .. وأما الثاني فما وجد أمامه سوى أن يتعلم مهنة بسيطة عند أحد الصناع .. فاكتسبمنه خبرة ومهارة أهلته ليفتح ورشة منفصلة بعد سنوات . حقق منها دخلاً مناسباًليبني أسرة ناجحة .. وعاش حياته برضا وقناعة .. ومع مرور السنوات أصبح مالكاً لأكبرالشركات التجارية والمقاولات الإنشائية . في رأيكم .. من هو " الفاشل " و من هو " الناجح " !؟
لا يجب أن نيأس من المحاولة ومن العمل الدءوب ولنمح هذه اللفظة من قاموسنا نهائيا والله يوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه
| |
|
الأربعاء 18 مارس 2009, 6:52 pm من طرف ابراهيم