لله درك يا عشق الملايين .. أحييت آمالك وذبحت الإيرانيين
الأخضر السعودي يعود للمنافسة بفوز تاريخي على إيران أمام 120 ألف متفرج
تحليل مقبل الصيعري - الأحد 29 مارس 2009
استعاد المنتخب السعودي الأول لكرة القدم عافيته وهيبته وشخصيته القوية على الخارطة الآسيوية وعزز آماله في خطف إحدى البطاقات المؤهلة لمونديال جوهانسبرج إثر الفوز الهائل والثمين الذي حققه أمام المنتخب الإيراني وفي عقر داره بهدفين مقابل هدف أحرزهما المهاجم نايف هزازي د(79) والمدافع أسامة المولد د(86)، فيما أحرز المنتخب الإيراني هدف السبق عن طريق اللاعب شجاعي د(57). وما يحسب للمنتخب السعودي أنه قهر كل الظروف والمحاولات اليائسة لإحباط عزيمته وكذلك تكالب الظروف قبل وأثناء المباراة من خلال النقص المؤثر في صفوفه أو القرارات التحكيمية الخاطئة التي كانت كفيلة بقصم ظهر أي فريق، كما لم يرهب الصقور الخضر هدير نحو مئة وعشرين ألف متفرج وفي حضرة الرئيس أحمدي نجاد وكبار المسؤولين في الجمهورية الإيرانية، ومع ذلك التزم لاعبو المنتخب السعودي بالانضباط ورباطة الجأش وتحلوا بالروح الرياضية العالية ولم يتخلوا عن الحماس والقتالية والأداء الرجولي وليثبتوا أن الشباب السعودي رجال مواقف وقادرون على تحدي الصعاب، وتحقيق نصر سعودي كان مطلبا كبيرا للجماهير السعودية خاصة والعربية عامة. وجاءت المباراة مثيرة في أحداثها وارتقت إلى المستوى الفني المأمول خاصة من المنتخب السعودي الذي قدم واحدة من أجمل مبارياته على الرغم من أنه يلعب تحت تأثير ضغط وشحن نفسي كونه مطالبا بالفوز وهو خارج أرضه وبعيد عن جماهيره.. فيما قدم المدرب البرتغالي بسيرو درساً جيداً في الجوانب الفنية وكيفية توظيف إمكانيات اللاعبين داخل الملعب والقراءة الجيدة للمباراة، فيما كان اللاعبون رجال موقف وتقاسموا النجومية بالأداء الرفيع والقتالية. جابه السعوديون الاندفاع الإيراني المبكر والمتوقع من خلال الأداء المتوازن الذي انتهجه البرتغالي بسيرو وذلك من خلال الانضباط التكتيكي وتأمين الخطوط الدفاعية مع محاولة الضغط على حامل الكرة داخل منطقة الوسط وعدم الاندفاع غير المحسوب في الجانب الهجومي وحسن الانسجام والتفاهم بين خطوط الفريق رغم التغييرات الطفيفة التي أجراها بسيرو على القائمة الأساسية حيث بدأ المباراة بالحارس وليد عبدالله وأسامة هوساوي وأسامة المولد كمتوسطي دفاع ومحمد نامي وعبدالله الزوري (ظهيرين) ورباعي الوسط صاحب العبدالله وعطيف اخوان ومحمد نور وفي المقدمة نايف هزازي والشمراني، ونجح المنتخب السعودي في كبح جماح الإيرانيين الذين حاولوا فتح اللعب عن الأطراف والتركيز أكثر على الجانب الأيسر للأخضر لتواجد لاعب الخبرة مهديفيكا وحسين كعبي من خلف جوادنيكونامي، حيث شكلت هذه الجهة مصدرا مزعجا للدفاع السعودي الذي كان حضوره جيداً في هذا الشوط الذي غلب عليه الندية والتكافؤ بين الفريقين خاصة بعد مرور نحو 20 دقيقة، وغلب على الأداء السعودي الحماس والقتالية، ومع استمرار هدير الجماهير الإيرانية إلا أن الأخضر خفف من الحمل والشحن النفسي وبادلوا المضيف الهجوم قبل أن ينفرد جواد نيكونام ويخرج له وليد عبدالله وينقذ مرماه من هدف شبه محقق في الدقيقة 26 ويحولها ضربة ركنية.
هدف ملغى ومع تواصل المحاولات الهجومية السعودية ومن كرة ركنية رفعها عبده عطيف تصدى لها الهزازي وحولها رأسية في المرمى إلا أن صافرة الحكم كانت حاضرة ليلغي الهدف بحجة ارتكاب اللاعب أسامة المولد مخالفة ضد المدافع الإيراني.
شوط الإثارة حاول المنتخب السعودي تهديد المرمى الإيراني منذ البداية في محاولة لإحراز هدف السبق، فيما عاد الإيرانيون للعب على المضمون بعد أن شعروا بخطورة الموقف وذلك بعد أن نجح الوسط السعودي بقيادة محمد نور في أن يسيطر على منطقة العمليات وتنويع الهجمات.
هدف مفاجئ وفي غمرة الاندفاع السعودي ومن كرة متبادلة بين لاعبي المنتخب الإيراني تصل للاعب شجاعي على رأس منطقة الجزاء سددها قوية لتستقر في الزاوية البعيدة للحارس وليد عبدالله محرزاً هدف المباراة الأول في الدقيقة 57. والأروع أن هذا الهدف لم يحبط من عزيمة لاعبي الأخضر الذين حافظوا على تركيزهم وحماسهم وإصرارهم على مواصلة العطاء والمستوى الفني المأمول، ومع مرور الوقت أجرى بسيرو تغييرين متتاليين فدخل صالح بشير وتيسير الجاسم على حساب ناصر الشمراني وصاحب العبدالله في الدقيقة 73 بعد قراءة جيدة للمباراة.
هدف التعادل ولأن المواقف لها رجالها وليس هناك مستحيل مع عزيمة الأبطال كانت الدقيقة 79 مرحلة مفصلية في مشوار المنتخب السعودي في هذه التصفيات عندما تلقى المهاجم نايف الهزازي تمريرة ذكية بل قاتلة من زميله صالح بشير تعامل معها بحرفنة الكبار ووضعها في المرمى الإيراني هدفاً ثميناً.
هدف الفوز وبعد مرور 6 دقائق كان أحمد عطيف أحد نجوم المباراة خلف تمريرة ذكية للاعب نايف هزازي الذي تهيأ لها ولكنه طولها ويلحق بها ويسددها ترتطم بالحارس وتخرج ضربة ركنية رفعها عبده عطيف لتجد رأس المدافع أسامة المولد الذي حولها في أقصى الزاوية اليمنى للحارس الإيراني ليقلب كل الموازين ويعزز الحضور السعودي القوي والمستحق في مثل هذه المحافل ويقهر كل الظروف وتحيز الحكم الياباني. وفي آخر الدقائق أجرى المدرب تغييرا تكتيكيا فدخل رضا تكر على حساب عبده عطيف ليرفع المنتخب السعودي رصيده إلى 7 نقاط ويتقدم للمركز الثالث.
بقية المباريات صعدت كوريا الشمالية إلى صدارة المجموعة الثانية بعد فوزها على ضيفتها الإمارات 2-0 أمس السبت في بيونج يانج ضمن الجولة الخامسة من الدور الحاسم للتصفيات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2010 في جنوب إفريقيا. وسجل باك نام تشول (51) ومون اين جوك (90) الهدفين. ورفعت كوريا الشمالية رصيدها إلى 10 نقاط لتخطف المركز الأول من جارتها الجنوبية التي بقيت ثانية برصيد 8 نقاط. وتغلب المنتخب الياباني على نظيره البحريني بهدف دون مقابل في اللقاء الذي جمعهما أمس في اليابان ضمن منافسات المجموعة الأولى وقد سجل هدف المنتخب الياباني لاعبه ناكامورا في الدقيقة 47. وفي لقاء آخر وفي نفس المجموعة تغلب المنتخب الأوزبكستاني على نظيره القطري بأربعة أهداف دون مقابل في العاصمة طشقند. والشوط الأول انتهى بتقدم المنتخب الأوزبكي بهدفين سجلهما فرهود تادييف في الدقيقة 34 والدقيقة الثانية من الوقت الإضافي. وبعد بداية الشوط الثاني بتسع دقائق عاد نفس اللاعب ليضيف ثالث الأهداف له ولفريقه واختتم اللاعب أنفارجون سلييف مسلسل الأهداف بهدف رابع في الدقيقة 61. وبهذه النتائج يتصدر المنتخب الياباني فرق المجموعة الأولى برصيد 14 نقطة في المركز الأول كما رفع المنتخب الأوزبكي رصيده إلى 7 نقاط في المركز الثالث وتوقف رصيد المنتخب البحريني عند 4 نقاط في المركز الرابع بفارق الأهداف عن المنتخب القطري.
الأربعاء 15 أبريل 2009, 7:57 pm من طرف P R ! N C 3