اتعلمون اخوتي
حينما
نذهب إلى مكانٍ,به من الجمال مايجعل اعيننا تُفتن به,وما يجعلُ كل حواسنا
الجسدية والحسية تلتمس الهدوء بذلك المنظر الذي امامهم""
او عندما نُقبل على شيئاً ونحنُ نجزمُ تماماً بأنه يجعلنا في سعادة,وفي لحظات تُعبِّر عن وُجدانيتنا نحن كبشر,,,
فالأماكن في حياتنا كثيرة,وتعدد اتجاهاتها اكثر,,,
فنحن البشر مانُقبل على مافيه سعادة لنا,إلاّ ونجدُ انفسنا هائمين بها""
وهذه سُنة الحياة,وهذا مطلب البشر في أزمانهم,,
اخوتي القُرَّاء!َ
مابالكم لو تفكرنا قليلاً""
ولو حاولنا ان نقيس الموازين جيداً""
او تفكرنا ولو قليلاً في ماتُدركه رغباتنا,وماتُحيط به قلوبنا""
او بعبارة اُخرى التفكر في إدراك ماتريده رغباتنا وملذاتنا في هذه الدنيا,وبين ماتطمعُ به قلوباً اتخذت من الحقِ طريقاً,,
يجب ان تكون انظارنا واسعة المدارك,محيطة بما يُمليه عليها واقعها,وبين مايُمليه الحق عليها,,,
نحمدُ الله أننا نجدُ بني البشر طُموحاتهم قد عانقت السحاب,وإنجازاتهم قد وسعت البحار,وإبتكاراتهم قد تعددت وكثُرت!
ولكن..!
لماذا لاتكون لدينا امنيات تفوقُ تلك الابتكارات,والانجازات,والطموحات؟
لماذا لاتكون نظرتنا بعيدة المدى؟
لماذا لانتوسع قليلاً حول كيفية الوصول إلى النجاح الحقيقي,الذي تطلبه الانفس البشرية التي آآمنت بالله رباً,وبالإسلام ديناً,وبمحمدٍ رسولاً ونبياً؟
اسأله كثيرة,واستفهامات مُتعددة نضعها حول بعض البشر؟
المُشكلة انه يعلمُ ذلك,ويُؤمن بالكتاب والسنة,وهو لايُبالي ولا يُعاني!
وحتى إن خضعت امامه كلّ الامور,حول الخوض في الطريق الصحيح,والسيَّر على نهج الاولين!
نجده سُرعان ماينجرف وراء قضايا دُنياه,تاركاً خلفه اكبر القضايا,ليس جهلاً منه,وإنما مايُسمى بالتناسي,والعودة في الوقت المُناسب!
ياآلهي""
كم هو هذا الانسان ضعيفاً امامك قُدرتك,وكم هو ضعيفاً امام مايعتليه من ظروف حياته,,
اخوتي""
انا لم اتطرق للموضوع الذي كستني فكرته!
ولم اخوض في تفاصيله بعد!
ولكن
إحساسي بالفكرة ككل,وبالتعبير بها,فاق كل افكاري,مما جعلها تبوحُ بما
تشعرُ به بشفافية تامة,لاارتجي ورائها سوى الاجر والمثوبة من خالقنا
جميعاً,,,
فدعوني يا اخوتي دعوني,فإن شجوني قد فاقت مدايا""
اتعلمون أعزائي القُرَّاء:
كلُّ ماسبق عبارة عن نقطة من بحورِ حياتنا!
كلُّ ماسبق ماهو إلاّ شئ محسوس تُدركه حواسنا,وتُدركه افكارنا,نحو هذه الدنيا,,,
بالفعل
ياخوتي,في هذه الدنيا نشعرُ بكلِ شئٍ لأننا نُدركها مُباشره,دون التفكير
بها,وهذا مايتحتمه العقل والمنطق بكوننا نعيشُ بين اكتافها,واعتقد انكم
لاتختلفون معي حول ذلك!
ولكن هُناك شيئاً لانُدركه لا بأيدينا,ولا بأنظارنا,ولانُدرك منه سوى اننا نغدقه إذا شاء الرحمن الكريم بأن نغدقه,,,
بالفعل
هُناك شيئاً لم نراه,ولكن نسمع به,هُناك شيئاً لانعرف تفاصيله,بل نسمع
بأخباره,هُناك اشياء كثيرة لم نلمسها بحواسنا,ولكن ادركته عقولنا,دون
إلتماسه!
اتعلمون اخوتي ماهو او ماهي؟
انها,,,
الجــــــــــنة...
الجــــــــــنة...
الجــــــــنة...
مطلب كلُّ انسان مُؤمن نطق بالشهادتين قولاً وفعلا""
اُمنية كلّ امرء يخشعُ قلبه لذكر الله""
هي دار الفوزِ والنجاح""
هي الدار الباقية الثابته التي لايظمأ ولا يجوعُ ولا يموتُ كل من فاز بها""
او تعلمون اخوتي!
بأن الله وعدنا بها,وإن الله لايُخلفُ الميعاد""
ووعدنا بالفوزِ بها,إذا تضرعت قلوبنا وخشعت وبكت بذكر خالقها""
إذا مشينا بطريق الحق الذي سار به حبيبنا ونبينا محمدِ صلى الله عليه وسلم""
وعدنا الله بها,وبالفوز والنجاح""
ووضع لنا آيات كثيرة تُفسر وُعوده بالجنة""
فقال تعالى في كتابه المُبين:
{ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ }
اي
ان الذين امنوا وعملوا الصالحات,وأطاعوا الله في السرَّاءِ والضراء,وصدقوا
بما جاء به الانبياءِ والرُسل,واستقاموا على دين الله وشريعته,لهم جناتِ
تجري من تحتها الانهار,خالدين فيها,,,
ياالله انظروا معي اخوتي الى تلك الانهار,ولاحظوا الفرق بين انهار الدنيا الجارفة,وانهار الاخرة الباقية,,
تأملوا تلك الانهار في الدنيا بكونها قد تُمتعُ البصر للحظات,وتُسعدُ الخاطر والانفس لثواني,,,
ليست هُناك في الاصل وجه شبه بين انهار الجنة,وانهار الدنيا,,,
فقد وصفها الله في كتابة العزيز:
{مَثَلُ
الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ
غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ
وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ
مُصَفًّى }
فهذه اربعة انهار تجري في الجنة,اعدها الله عزوجل للذين صلحت اعمالهم,وحسُنت نواياهم,,
آآآآآه من قلبٍ يكتبُ لكم احرفه,بأُمنية ومطلب بالفوز بشربِ تلك الانهار,جعلنا الله وإياكم ممن يشربون منها,وممن ينظرون إليها,اللهم امين""
اخوتي!َ
إن الله سبحانه وتعالى خلقنا واحسن صورنا!
وسخر لنا هذه الدنيا للسكنِ بها,ليس السكن الدائم,ولكن سكناً مُؤقتاً,ليعرف من خلالها من فينا الغادق الحاصد,ومن الخاسر النادم,,
وكما ذكرتُ لكم,فلقد وعدنا الله بالفوز بتلك الجنة ونعيمها,
فقد قال تعالى:
{وَالَّذِينَ
آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن
تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا
وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً}
وقوله تعالى:
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
فقد
وعدنا الله بالقرآن الكريم,وعلى لسان نبينا محمدٍ صلى الله عليه
وسلم,بالفوز بالجنة ونعيمها,وهذه الوعود مشروطة بشروط شرعية لايستحقها
إلاّ من حقق الشرط فيها,فمن حقق الشرط,فقد استحق الوعد,,,
ومن
تخلف وترك الشرط خسر الوعد وربما خسر الدنيا والآخرة، وإن الشرط الأكبر
الذي رتب الله تعالى عليه جميع وعوده هو تحقيق الإيمان، الإيمان بالله كما
أراد الله,,,
ولو تعمقنا قليلاً""
لوجدنا ان العقل""
يُوضح لنا وعوداً كثيرةً إذا اخلصنا العبادة,واتقنا الامانة,,,
فكيفينا
عند الممات إذا كنَّا مُؤمنين,وبعبادة الله قانتين وخاشعين,يكفينا حينها
ان تخرج ارواحنا بإذن الله من غير مانشعرُ بخروجها سبحان الله,وهذه من
وعود خالقنا عزوجل سبحانه""
ومن ثم نرى مقعدنا في الجنة بإذن الله إذا اخلصنا العبادة له في الدنيا,وهذه من وعود خالقنا ايضاً سبحانه""
ونبقى هكذا نردد سبحان الله,المُسلم والكافر يرددون ( سبحان الله )
فالمُؤمن وقتها يتعجل البعث ليغدق حصاد اعماله,,,
والكافر يتمنى العودة ليعمل صالحاً""
فسبحان الله في كلِّ الامور,وياجمال حينما نفوزُ بالجنةِ ونقفُ عل ابوابها,,,
وقتها
تكون الابواب مُغلقة سبحان الله,وتبقى طبيعة البشر قائمة,بأن يبحثوا عن
قائدٍ او زعيم او اكبرهم سناً او اوسعهم علما,ليفتتح ابوابها,,,
فيطلبون
من ابونا آدم بأن يفتتحها,ويقول لهم وقتها:انا سبباً في إخراجكم منها في
البداية فكيف افتتحها الان,ويأتي سيدنا ونبينا محمدٍ صلى الله عليه
وسلم,ويطرقُ ابواب الجنة,ليرد عليه الخازن ويقول:من الطارق,فيُجيب سيدنا
وحبينا بقوله:انا محمدٍ صلى الله عليه وسلم,فيُجيب عليه الخازن ويقول:لقد
اُمرت ان لا افتح ابوابها إلاّ لك,,,
فتُفتح الابواب,وتتحقق الامنيات,وتُستجاب الدعوات,ونغدق الجنة حينها,ونستلذ بالفوز بها,
امييييييييين""
اللهم يارب العالمين""
ان تزيدنا علماً,وان نحصد حصاد اعمالنا بالفوز بالجنة,ونُتوج نتاج افعالنا بالعيشِ في نعيمها,جعلنا الله وإياكم ممن يُزاحمون على ابوابها ياسميع يامُجيب""
هذا والحمدُ لله ذي الفضلِ والانعام,والصلاة والسلام على محمدٍ خير الانام,,
واسأل الله العلي العظيم,ان يكون عملي صالحاً,ولوجهه سبحانه خالصاً,,,
ودمتم في حفظ الله ورعايته"
~
الخميس 17 سبتمبر 2009, 11:50 pm من طرف زائر