نعوذ بالله تعالى؛
من فرحة يعقبها ندمٌ وحَسرة.
إلا إنّ الغناء؛ لقسوة!
فأنّى أن تلين النّفس معه؟
وأنّى أن ترقّ بعده لموعظة؟
وقد غلّفها الرّان؛
وباءت بالبُعد والخُسران.
وغضب ربّها الرّحمن.
عياذاً بالله تعالى عياذاً.
أمّا الغناء؛
كما وصفه علماء المسلمين على قسمين ( مباح ومحرم ) فالمباح ما خلا من آلات اللهو ومن الكلام الفاحش ومن كلام العشق والغرام ومن اختلاط الرجال بالنساء ، وهو كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لما سئل عن الشعر حسنه حسن وقبيحه قبيح ، وقال عليه الصلاة والسلام أيضا كما روى البخاري " إن من الشعر حكمة " ، وأما الغناء المحرَّم فهو الغناء الماجن والمختلط بآلات اللهو وهو المنتشر اليوم ، وهذا الغناء لا يجوز سماعه لأنه يقترن اقترانا وثيقاً بالمجون والخلاعة ، فهو داعية الفجور وتبرج النساء ، واختلاطهن بالرجال في كل مكان ، وهو غذاء كل فاسق وعربيد ، ووقود كل شهوةٍ فاجرةٍ ، ومصيدة كل شيطانٍ مريد ، يقول ابن القيم رحمه الله عن الغناء بأنه قرآن الشيطان ، والحجاب الكثيف عن الرحمن ، وهو رقية اللواط والزنى ، وبه ينال العاشق الفاسق من معشوقه غاية المنى ، ويقول رحمه الله عن المستمعين إليه بأنهم قضوا حياتهم لذة وطرباً ، واتخذوا دينهم لهوًا ولعبًا ، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سُوَر القرآن ، لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك له ساكناً ، ولا أزعج له قاَطناً ، ولا أثار فيه وجداً ، ولا قدح فيه من لواعج الشوق إلى الله زنداً ، حتى إذا تُلِيَ عليه قرآن الشيطان ، وولج مزمور سَمْعَه ، تَفجَّرت ينابيع الوَجْدِ من قلبه على عينيه فَجَرَتْ ، وعلى أقدامه فَرَقَصَتْ ، وعلى يديه فَصَفَّقَتْ ، وعلى سائر أعضائه فَاهْتَزَّتْ وَطَرِبَتْ ، وعلى أنفاسه فتصاعدت ، وعلى زفراته فتزايدت ، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت ، فهذا كلام ابن القيم فيه .ه
ألا فلا أعجب بعدُ ممّن يبغي إلاّ أن يستمع إليه؛
غافلاً ذلك الحُكم.
نعوذ بالله سُبحانه؛
من عصيانه.
ومن يستمع الغناء في الدّنيا؛
يُصبّ الرّصاص المصهور في أذنيه يوم القيامة.
فلا إله إلاّ الله!
يا من تسعدُ اليوم بهذا الغثّ؛
هل تُطيق ذلك العذاب هذه النّفس؟
اللّهمّ يسّر لنا الهُدى،
وردّنا إليك ردّاً جميلاً.
وفّقك الرّحمن، وثبّتك.
والله يحفظكم،
الجمعة 03 يوليو 2009, 8:36 pm من طرف P R ! N C 3