يوم الأخبار ...وأسباب الانهيار ...قصة (من تأليفي) ...
كاتب الموضوع
رسالة
~: Zac :~ Member
سجل فى : 12/01/2009
المساهمات : 439 العمر : 33 التقييم : 6
21072009
يوم الأخبار ...وأسباب الانهيار ...قصة (من تأليفي) ...
*** هام قبل القراءة ... **** ما يحدث الآن في وطننا العربي من فساد .. لا يمكن حصره في يوم او اسبوع او حتى سنة ... لكنني في هذا الموضوع حاولت ذكر بعضا من مظاهر الفساد والضياع ... كما حاولت أن اوضح الاسباب المسببة لهذه الحالة المخزية للعرب .. من وجه نظري أرجو أن تقرأوا القصة كاملة .. وتخبروني برأيكم البناء فيها .. وأقبل أي نقد أو تعليق .. ***
خرجت في هذا اليوم دون ان اعلم اي ساذهب بالتحديد فقط شعرت برغبة في السير قليلا .... ولم اكن اعلم ان في خروجي هذا سبب معرفتي بمشكلة هذا البلد .. ..... نبدا من تلك اللحظة التي خرجت فيها من باب العقار الذي اسكن فيه .. وكان من المفترض ان يكون الجو باردا حيث ان هذا اليوم كان في منتصف فصل الشتاء وكم كان غريبا ان اجد بانتظاري موجة كبيرة من الهواء الحار .. نظرت حولي لاعرف مصدر هذا الحر الشديد فوجدت مخبزا يقف امامه ما يقرب من ثلاثمئة شخص وكان من الصعب ان يجد المرء مكانا يسير فيه وسط هذا الحشد الهائل وادركت ان هذا الزحام هو السبب في تلك الموجة الحارة بالاضافة للهواء الساخن المنبعث من المخبز .. تعجبت كثيرا من هذا المشهد .. فتقدمت وسالت شخصا يقف في اخر هذا الحشد فقال لي .. ( الواحد بيموت عشان يجيب اللقمة ليه ولعياله )... لم اقل شيئا .. فقط نظرت اليه والى باقي الناس وهم يتشاجرون لنيل الاسبقية في الوصول للخبز.. فكرت قليل ثم تابعت سيري وتناسيت هذا المشهد مؤقتا .... وبينما اسير اذا برجل رث الهيئة يبدو عليه الفقر والضعف الشديد بالرغم من انه كان في العقد الثالث من عمره كان يسير في وهن شديد وكاد يقع لولا ان اسرعت وامسكت به واسندته الى حائط ليستريح قليلا .. وسالته عما اصابه .. فاخبرني بقصة اعتبرها من اغرب القصص التي سمعتها ... انه كان عضوا في احد الاحزاب المعروفة في البلد .. وخرج في احد الايام ضمن مظاهرة حاشدة لتوضيح رايهم ومطالبهم بدون اي اعتداء منهم على احد وفوجئوا برجال الشرطة يهاجمونهم ويعتدون عليهم بالضرب واعتقلوا الكثير منهم وكان منهم هذا الشاب ... كنت اعلم جيدا ان هذا يحدث كثيرا وكنت اتابع تلك الاخبار في الجرائد يوميا.. لكن الغريب هو ما قصه عليه هذا الشاب عما لقاه في مركز الشرطة .. فقد اخبرني باشياء اخجل ان ينطقها لساني ... وفوق كل هذا هاجم رجال الشرطة - حماة الوطن - منزل هذا الشاب واعتدوا على اسرته بالضرب والتهديد حاولت ان اهدئه واخبره بان بعد كل عسر يسرا .. فتركني وابتعد وهو يتمايل ويتارجح في سيره .. ظللت انظر اليه حتى ابتعد كثيرا ولم اتبينه بين حشود الناس التي تملأ الطريق .. فقلت في نفسي .. ( حسبي الله ونعم الوكيل ) وتنهدت قليلا ثم عاودت السير ... وكنت اظن ان هذا هو اخر المشاهد الغريبة في ذلك اليوم الا اننا ما لبثت ان فوجئت بمشهد اخر اغرب من سابقيه .. اطفال صغار .. في عمر الزهور .. امل الوطن ورجال الغد .. يتجمعون في مكان مظلم في احد الطرق الجانبية .. اقتربت منهم بحذر ..فاشتممت رائحة كريهة جدا .. ومما رأيته .. لا اعتقد ان هناك نوعا من المخدرات لم يكون معهم .. وعلى وجووهم نظرات بله وضياع كانهم اموات يتحركون على الارض ... استدرت وعدت الى طريقي وانا استرجع ما رأيته اليوم ... فقررت ان اكتفي بالسير واعود الى المنزل .. لكن يبدوا انه كان مقدرا لي ان يكون هذا يوما للمشاهد الغريبة ... فلقد رايت شابا وفتاة يسيرون معا في وضعية مخزية الى حد كبير ..ثم دخلوا الى احد البيوت .. سالت احد الاشخاص الذين يقفون امام الدار .. علمت ان هذا الشاب ليس متزوجا ... وانه على هذا الحال يوميا .. علمت انهم - والعياذ بالله - يفعلون تلك المعصية الرهيبة ... وربما كانوا قد تزوجوا عرفيا .. وما الفرق ؟؟ فالاثنين لهما في الذنوب نصيب كبير .. استغفرت الله تعالى ثم سارعت في سيري .. علني اصل الى منزلي فتنتهي تلك الاحداث الغريبة ..... وبالفعل وصلت الى منزلي بسرعة .. فشعرت انني قد جرت من الجحيم لتوي .. اعددت كوبا من الشاي وجلست لاشربه وارتاح قليلا .. والتقطت جريدة أحضرها ابي في الصباح .. ... وفوجئت بخبرين .. يكملان سلسلة الاحداث الغريبة .. الخبر الاول يحكي عن رجلا .. قتل اسرته بالكامل .. لانه كان فقيرا ولم يجد من النقود ما يمكنه من الانفاق على نفسه وعليهم ... والخبر الثاني .. .. يحكي عن رجلا أخر .. لكنه رجلا مهما - على حد ما ذكرته الجريدة - .. تم اتهامة في قضية نص وتزوير .. وبرغم من ان جميع الادلة تؤكد انه مذنب .. الا انه لم يحاسب ... فله نفوذ كبير وله سلطات تمكنه من فرض سيطرته .. ... كانا خبرين عجيبين بالفعل .. لكن لم يكن هناك وقتا لاتعجب .. فقد رايت خبرا اخر .. لكنه كان مختلفا قليلا .. فقد كان عما يفعله الاحتلال الصهيوني بالشعب الفلسطيني وقتله للنساء والاطفال .. وضعت الجريدة جانبا .. واغلقت عيني وأرجعت راسي للخلف .. واخذف افكر في كل ما حدث ذلك اليوم وكل هذه الاحداث الغريبة .. كيف يحدث هذا ؟؟ لماذا لا يسير كل شيء على ما يرام ؟؟ لما يخطئ الناس بهذا الشكل ؟؟ لماذا يتفشى كل هذا الفساد والضعف ؟؟ لماذا ولماذا ؟؟ وتساؤلات كثيرة لم اجد لها اجوبة ... بينما انا كذلك .. وجدت يدا يملؤها الدفئ توضع على رأسي ففتحت عيني فاذا هو والدي ..ينظر الي بعين تشعرني دائما بالامان .. فسالني عما بي . فاخبرته بكل ما حدث....
ثم اخبرته عن تلك التساؤلات التي تشغل بالي واحتاج اجوبة لها ...
فقال لي :
لقد تركنا التعليم . فاصبحنا امة جاهلة .. وتركنا الحرية .. فاصبح يتحكم عدد قليل بمصر الشعب كله .. ونسينا امتنا ... فاصبح عدد افراد الشعب هو عدد افراد الفئة الحاكمة فقط .. فاصبحنا امة فقيرة .... ونسينا ديننا ... فاصبحنا امة ضائعة .. هائمة في الدنيا .. يعمها الفساد .. وينتشر فيها التخلف والجهل .. ونسينا ان لهذا الكون ربا عظيما .. فاصبحنا نتذلل للبشر ولم نعد قادرين على الحصول على حقوقنا ...
***
واخبرني ان هذه الامة لن تنجو مما هي فيه .. الا اذا حكمها شخص يؤمن بالله ويتقيه ويعرف دينه جيدا ويطبقه .. ويحب وطنه وشعبه ويهتم بهما اكثر من نفسه
... وان يكون له ضميرا يوجهه نحو الحق ...
فاذا وجدت امة ضائعة فاعلم ان حاكمها لا توجد فيه هذه الشروط......
فقلت ..( حسبي الله ونعم الوكيل ) .. ولم نتحدث بعد ذلك في هذا الموضوع ...
--------------------------------------- أرجو ان تعجبكم القصة .. وأرجو ان تفهموا ما اريد ان أوضحه لكم واقبل اي نقد او تعليق على القصة ... ---------------------------------------
الثلاثاء 21 يوليو 2009, 8:40 pm من طرف ابراهيم