السلام عليكم
نعمة المرض و جهل الناس بفوائد المرض
يقول الناس و هم ينظرون الى المريض بشفقه: ألا ترحمه يارب ، ومنهم من يقول : إما ارحمه أو ريحه ، مع أن الله يقول في بعض الآثار : (( كيف أرحمه من شيء به أرحمه؟))، وكذلك بعض المرضى الذين ابتلوا بأمراض مستعصية كالسرطان أو غيره من الأمراض التي لا يوجد لها علاج ، فبلغ بهم اليأس مبلغاً عظيماً فتجد الواحد منهم قد ضعف صبره وكثر جزعه وعظم تسخطه وانفرد به الشيطان يوسوس له ويذكره بالمعاصي الماضية حتى يوئسه من رحمة الله ويوقعه في القنوط ، يقول الله: (( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين أمنوا )) مع أن المريض لا خوف عليه مادام موحداً ومحافظاً على الصلاة ، حتى ولو لم يصل إلا لما مرض ، فإن من تاب توبة صادقة قبل الغرغرة تاب الله عليه ، ولو وقع في كبائر الذنوب ، فإنه يرجى لكل من مات من الموحدين ولم يمت على الكفر.ففي الحديث:
((من مات من أمتي لايشرك بالله شيئاً دخل الجنة ، فقال أبو ذر : وإن زنى وإن سرق ، قال: وإن زنى وإن سرق))
ويقول صلى الله عليه و آله: (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ))
فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً ، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة
فوائد المرض العظيمة وما يترتب عليه من مصالح ومنافع قلبية وبدنية
إن الله لم يخلق شيئاً إلا وفيه نعمة أيضاً ، إما على المبتلى أو على غير المبتلى ، حتى إن ألم الكفار في نار جهنم نعمة ، ولكنها في حق غيرهم من العباد ، فمصائب قوم عند قوم فوائد ، ولولا أن الله خلق العذاب والألم لما عرف المتنعمون قدر نعمته عليهم ولجهلت كثير من النعم ، ومن هنا خلق سبحانه الأضداد لحكم كثيرة منها معرفة النعم ، فلولا الليل لما عرف قدر النهار ، ولولا المرض لما عرف قدر الصحة ، وكذا الفقر والسماء والجنة ، ففرح أهل الجنة إنما يتضاعف إذا تفكروا في آلام أهل النار ، بل إن من نعيم أهل الجنة رؤية أهل النار وما هم فيه من العذاب .
الجمعة 18 سبتمبر 2009, 3:18 pm من طرف زائر