( ذكـرك للأبـد )
من أين يا غالي أصوغ مشاعري .. ؟
من أين ابدأ بالرثاء وبالقرار .. ؟
بل كيف أحتمل الفجيعة أنني
رجل أحبك مثل حبي للنهار
هذي طيور الشعر ..
تمطر ساحلي
دمعاً صبيباً في مدامعه انكسار
أنكرتُ عمري بعد موتك يا أبي
وتنكرت تلك الشواطئ والبحار
بدلت يا غالي مرافئ رحلتي
وتكسر المجداف و انتثر المحار
لا لم تعد تلك الشواطئ .. مرفأً
لا لم تعد تلك المرافئ .. لي مزار
ودعتَ بيتك بعد طول إقامة
ودعتَ أهلك باشتياق للديار
أبكيت يا رجل المكارم أكبُداً
حزنت لفقدك و أستبد بها البوار
فرثتك يا غالي قلوبُ هالها
موتُ طواك وقاصفُ فيه المرار
كم كنتَ بحراً للسماحة والتقى
ومنارَ جودِ لا يشابهه منار
آه إذا فـُقدَ الرجالُ ..
ولم يكن
من فقدهم بد ..
فهل يجدي الفـرار؟ !
تغفو المصائب .. ثم تصحو فجأة
ما فـر من أثر المصائب ..
ذو اقتدار
لله ما حَمل المقدر .. إننا
نطوى الجناحَ علي الجراح ..
بحرِ نار
إن مِتَ يا أبتِ .. فذكرك خالدُ
و الجنة العليا .. لهامتك القرار
سيظل أرثُـك في بنيك سماحةً
وتقيً وما اتقاكَ يا .. علمَ الوقار
الثلاثاء 22 سبتمبر 2009, 10:58 am من طرف زائر