زائر زائر
| | إن سمعنا قرآنا عجبا.. | |
يقول الجن لما سمعوا القرآن: "إنا سمعنا قرآنا عجبا" عجيب.. حتى الجن يتعجبون من القرآن.. أما الإنس فقد عجبوا كل العجب وذهب بهم الإعجاب كل مذهب.. عجبا لهذا القرآن.. نعيده، نكرره، نشرحه، نتدارسه، نحفظه، ثم يبقى غضا مشرقا جديدا.. عجبا لهذا القرآن.. كأنه يسوقنا إلى الآخرة بجحافل من رعب، وكأنه يحجزنا عن الإثم والخطيئة بسياج من الهدى، وكأنه يبعثنا كل يوم من قبور الإهمال وأجداث النسيان.. عجبا لهذا القرآن.. كلما لغونا ولهينا وسهرنا نادانا من جديد، هلموا إلى الحق والجد والعمل.. كلما ضعنا وتهنا وضللنا صاح بنا هنا الطريق، هنا الهدى والفلاح.. كلما أذنبنا وأخطأنا دعانا أقبلوا على رب رحيم وملك كريم.. كلما فترنا وتكاسلنا وتراخينا، هزنا يا ناس واصلوا، ياقوم عجلوا وأبشروا واجتهدوا.. كلما غضبنا وحزنا وضاقت السبل أمامنا صب القرآن على قلوبنا سحب الرضوان والسكينة والأمن.. صدق الجن: "إنا سمعنا قرآنا عجبا" إنه كلام يشبع الروح.. ويروي غليل النفس.. ويغسل أدران الضمير.. إنه أحسن الحديث صدقا وأصالة. إنه أحسن القصص تسلية وتعزية. وصدق الجن: "إنا سمعنا قرآنا عجبا" تسمع القصائد.. وتنصت للمحاضرات.. وتروعك الخطب.. تشجعك المواعظ.. ثم تسمع القرآن فكأنك ماسمعت شيئا وماأعجبك شيء.. لأنه كتاب لا ريب فيه.. يرشد من الحيرة.. ويحفظ من الضلال.. ويعصم من الزيغ.. فالقرآن حياة من الهناء والسعادة. وعالم من الإبداع والجمال.. وتاريخ من الأحداث والقضايا.. وسجل من الشرف والرفعة.. وديوان من الخلود والنبل.. بل تاريخ أمة، وخطاب عالم، وكلام إله، ومستقبل أجيال، وقضية معجزة.. هو حق يدفع باطل. ونور يكشف ظلاما.. وصدق ينهر كذبا.. وهدى يحارب ضلالا.. وعدل يطارد ظلما.. وصدق الجن: "إنا سمعنا قرآنا عجبا" |
|
الأربعاء 14 أكتوبر 2009, 2:27 am من طرف قمر