زائر زائر
| | ليس العجيب إدمان المستحيل العجيب هو هجره | |
يقول المتشائم:
ليس الغريب نسيان الحلم... ا
لغريب هو تذكره
يقول المتفائل: ليس العجيب إدمان المستحيل... العجيب هو هجره
****************** عند ما تعتم الرؤيا في الليل
يسرق السراب الأمل الضئيل
ليثرثر القلم على الجرح العليل
^
^ بينما كنتُ جالساً على رصيف الألم
أراقب السماء وأسابق طيف الوهم
لمحت عينأي سيدة في مقتبل العمر
تمشي تائهة تحت حبات المطر
لوحت إليها فاقتربت مني فقلت:
يا سيدتي ما الذي أتى بك هنــا؟
نطقت باستحياء:هل هذه مدينة الأحزان ؟
فقلت بتنهد: أنتِ في وسطها الآن
وحدودها من ذلك المكان! إلى ذاك العنوان!
ولكن اخبريني بربك ماذا تـُريدين منها ؟
وهي خاوية الأمان !
قالت: أريد أن اسكن فيها فانا أُحس
باني احتاج لشجن أرضها وبكاء سمائها
فقلت أعتب عليها: لمــاذا وما هو السبب ؟
فردت بخوف: أنهُ ســر في حياتي
وجرح مزق ذاتي...........
فقلت أطمئنها: السر سرده واجب أ
ن لم يكن يضر احد
و الجرح يبقى بالقلب حتى وأن لم يردد
وبحسرة تتسرب من أعماق الآهات قالت:
ارحل إلى الماضي...
حينما كنت طفلة.......
أحببت طفلاً بيتهُ مجاوراً لنا )آهٌ آهاً(
كم لعبنا كم مرحنا
كنت اشعر حينها إنني
املك كل مفاتيح
السعادة في جيبي
كنت أطير فرحاً عندما
أناديه حبيبي
كان حلمنا العظيم القديم جميل
لكنهُ لم يكتمل
(لأنهُ مات وبقيت أنا أسيرةً للذكريـــات )
........وتنهمر الدمعات رغماً عنا...............
لا اعلم هل مطر السماء أكثر أم دمع أعيننا !
فأكملت الحديث :
(عيناها تذرفان دموع كبرياء... لا يوجد اصدقُ من دموع الوفاء )
منذ أن رحل وأنا روحي تنصهر بكل
أنواع العذاب فالأمل
أصبح باب مقفل لا يفتح
والليالي مثل الأنياب
تدميني مع كل جرح
حتى إن اشتقتُ لطيفه
يرد علي الحرمان
لقد فات الأوان قد فات الأوان
حاولت مع دروب النسيان
وفشلت لان عشقه قد أحاط الوجدان
تأكدت انهُ لم يعد لي إلا إن
اقضي بقيت عمري بمدينة الأحزان
فقلت برقة: أيتها العابرة
وفاؤك جميل وهواك أصيل
وحياتك مثل النخيل
لولا ثمارها لما
صمدت في زمننا العليل
فجعلي حياتك تثمر
وحاولي وناضلي
هذي نصيحة من نبيل
قد علم بان الحزن
سيل من الأوهام التي
لا تنتهي عند دماء قتيل.
لا تضلي هنا فالحزن
اشد من الموت فحزننا
داء ليس لهُ دواء
فسارعي بالهرب
عن وطن الألم والشقاء
اذهبي، امرحي، اسرحي،
وكرري محاولاتك
فهنا لا يبقى غير المستسلمون
كمثل من هم استسلموا لليأس.
اجعلي قلبك يثق بان مستقبلك فيه
الفرج، حتماً ستجدين لإحساسك
من يفهمه في ذلك
العالم الذي اعتزلناه.
ففوق هذه المدينة صحيح
إنـا حققنا حلم كل من سما خيالهُ
للمدينة الفاضلة
ولكن بلا شك لم يود
أي خيال منهم
بان تكون كئيبة حزينة
أترين ذلك الشيخ المسن
الذي يصطاد بجانب الشط
أباً ضحى وشقا لأجل
أولاده بعد ما توفيت
أمهم خصص لهم عمره
يرعاهم يسهر لراحتهم
وبعد مرور الأعوام
وعند ما كبر أبناءه،
أحب أن يستقل
ويمنح لنفسه شي
ويسترد عمره منهم ويتزوج
فرفضوا وخاصموه وحجروا على حقوقه
لتكن عواطفه التي
أرخصها لهم قد شردوها
فقط لأنه أراد أن يُحيي قلبه قليلاً
لتعلمين بان الموت
أسهل بكثير من خيانة الأقرباء
كانت أنانيتهم لهُ
ولأنفسهم قاسية جداً
حتى إن عقلهُ لا يستوعبها
ها هو عايش في حزنه
يلوم الغرائز في طعنه............
و تلك السيدة اللطيفة
التي تمشي وتغني هناك
في بداية الرصيف
هي ضحية الإنسان المقتول من الداخل
تلك السيدة كانت مُعلمة
وواجهة ثقافية تفيد مجتمعها
بصورة مستمرة
بدأت قصتها بالزواج
من رجل أحبته بعنف
وبعد مرور السنوات اتفقا
بان يعمران بيتاً لهما
المصيبة أن الزوج بعد ما بناء
البيت تزوج من أخرى
وجعلها غافلة بحجة أنه
لم ينتهي من بناءه بعد
ومرت الأيام وكشفت الحقيقة
صدفة وما كان منها إلا
المحاولة في استرداد حقها
ولكن لا رجاء فيمن قد خان.
والمجتمع الذي تتعب
لأجله وتحرص وتخلص إليه لم يقدم
لها أي شيء من حقوقها الشخصية
ولم يكتفي زوجها الوفي لمصالحه....
بل حرمها أيضاً من أبناؤها وجعلها
وحيدة تغني وتبكي تبكي وتغني على قيسها
هذه القصص نماذج وغيرها الكثير
مزروعاً في الأرض الشقية ______ ___ _
سيدتي:
الصدق والحزن والوفاء أخوة لا يفترقوا
وهذا المكان إن شعرتي فيه
بالترابط فسيعشقه قلبك
وحينها لن يستطيع التفكير
بالرحيل فقرري
الآن ومضي واصرخي بداخلك
هذه الأرض ليست ارضي
أنني اكره الحزن والسعادة
هي فرضي الغير محسوب
ولكن احذري وأنتِ تقوليها
لا تجعلي عيناك تبكي
فحينها لن تجدي هذه الطريقة
نفعا وسيرمى إحساسك في بئر الأحزان
فنظرة إلي نظرة ممزوجة
بالعطف والخوف
تسمى نظرة الوداع
رحلت بخطى المنكسر الحيران
وكأن هذياني يسمع صوت
خطواتها وهي تضرب التراب
لأقرا الموت في نسمات الضباب
حبيبي يسكنُ عيني فكيف أراه؟ نصيبي يسجنُ سنيني فكيف أسلاه ؟ لهيبي يعلنُ حنيني وقلبي أرهقته ذكراه هدفي في الحياة _ السفر للنجوم لعلي في الخيال ألقاه ____ __ _
فذهبت للشيخ المُسن فسألته:
الم تصطاد شيئاً يا عم ؟
فقال نعم..
اصطدت سمكة
ولكن شعرت بان لها صغارٍ
ينتظرونها فأرجعتها للبحر !
فمسكت براسي وقلت في نفسي
ليت القلب يفعل الصعب
ويهرب لكن قيدهُ الحب ؛ ؛ ؛
؛ ؛ هذا هو حال من فقد الحنان
يرميه القدر في <<< ما ليس بالحسبان
جراح_ معدلها بالأطنان
وهموم _ تصيب الإحساس بالعجز قبل الأوان
و قهر_ يجري مع مجرى الشريان |
|
الأربعاء 21 أكتوبر 2009, 4:49 pm من طرف AlGeRieN