OmAr71 Member
سجل فى : 01/12/2008
المساهمات : 8261 التقييم : 21
| | النِّسيان وما لا تدركون | |
[size=16]ما كانت تدري من السِّجن غير الأربعة جدرانٍ وطاولة وقدميِّ داني من أعلاها لا تهدأ كان دائمًا متوترًا يسترق النَّظر إلى الأشياء وكأنَّه يخشى أن يُدركها هي ، السِّجن ليس منفى عن الوطن ولا هو نقمةً تمامًا كان السِّجن يعني لي أكثر من السَّاحة الصَّغيرة الَّتي لا نرى منها إلَّا قطعة صغيرة من السَّماء وكأنَّ تلك القطعة تبرَّأت من كمالها وانفردت بنا كنتُ أُيقن أنَّه لا أحدٌ يراني، مثلما لا أرى أحد ولكنَّني قبل السِّجن بيومين كنتُ حرَّة بسماءٍ لا حدود لها وكان خوفٌ في داخلي أنَّني وحدي بمشاركة الجميع! وهؤلاء " الجميع" كنتُ لا أدري من هم ولا يدري بهم أحد ، جاؤوا مثلما جاؤوا ببندقيَّة وكبَّلوني من وراءٍ وجرَّتني بندقيَّة كنتُ أدرك تمامًا أنَّهم لن يقتلوني وكنتُ أمشي بجبروت حريَّة ، في السِّجن ألف ميِّت لا يدركه الموت في السَّجن عشرون عامًا عالقة لا هي تكبر ولا هي تصغر وفي السِّجن ذاك حطَّ داني يديه على كتفيَّ وكأنَّما وهت السَّماء على أرضها ولم تقتل أحد ، في يومي الأوَّل تحسَّست جسدي المقرور أنظر إلى الأشياء من حولي في سجنٍ انفراديّ ليس فيه شيءٌ إلَّا أنا وقربة ماء لستُ أدري لماذا تصوَّرت نفسي حينها حيوانًا ما " معزة" لا يعنيها سوى الماء ثمَّ قلت أيُّ بأس فقد قال الإله:" وجعلنا من الماء كلَّ شيءٍ حي" فطاب لي الماء وطبت به وصرنا صديقين لولا السِّجن ،
وفي السِّجن كلُّ حزنٍ سواي كنتُ فيه أمشي إلى ما شئت زرتُ في السِّجن حيفا ألف مرَّة وجلستُ مع نيسان الكثير وكنتُ لولا السِّجن ما جلست مع موتى ،
للسِّجن فلسفةٌ لا يدركها العاشقون فإنَّ أوهن القلوب لقلب عاشق[/size] تم التعديل من طرف rafik20 لأن العنوان كان نون ,والنسيان ومالاتدركون وفيه سورة بالقرآن الكريم تبدأ بحرف النون لذا الرجاء تفادي مثل هذه الأخطاء | |
|
السبت 24 أكتوبر 2009, 12:38 am من طرف سامي الحلو