( الأمل .. و .. اليأس ) ( الممكن .. و .. المستحيل )
أطلت من الشرفة غربة الليل الطويـل
تسرج خيوط اليأس في آخر مــداي
جاءت البسمات تشكي المستحــيل
تصدني عن نيل غاية مبتغـــاي
لمعة النجمات تخاف صرخات العويل
ترصف هموم الأمس في نقطة منتهاي
ما بين
نغمتي اليأس والأمل
و
ما بين
سهولة الممكن وصخور المستحيل
فلنتحدث ونردد " ولا حرج "
ما بين همهمات الممكن وصخور المستحيل , فلنتنقل بخطوط عريضة دون تمييز
لأي منهما .. الإنسان , والأحيان , والممكن .. ونظرة مجهرية بين سطورهم لن
تكون هناك أدنى مفاجأة ولا مفارقة حتى وإن لمسنا المستحيل الكامن
وسط تقاطيع طياتهم .. حياة نعيشها بكل تفاصيلها شئنا أم أبينا .. نتعامل
معها بطريقة من نوع " لايزال في الوقت متسع ولا يزال للأمل بقية "
نعيشها تحت ظل هذا النوع من التفاؤل , حتى وإن أدركنا تماما أن
المستحيل هو القوة الضاربة التي تطغى على كل هذه التفاصيل .. ولكن من
أجل أن نعيش يجب أن نتعايش مع الهروب الفكري من اليأس حتى وإن احتاج
الأمر إلى مخدر من نوع سبات عقلي عميق .. ولن تكون نظرة تشاؤمية إن قلت
أننا لو تعايشنا مع الواقع لتراجع العمر سنوات عن التقدير الإفتراضي له
ولكن للخيال وللآمال والأحلام مفعول سحري يجعلنا نسير حثيثي الخطا في زمن
اختلط به حابل الحقيقة بنابل الخيال
يبقى هناك تساؤلات , يتم اسقاطها بطريقة التفاحة التي لها السحر في
اكتشاف الجاذبية .. تساؤلات تجذبنا نحوها وتجعلنا نتيه وسط مفازتها
لنبحث عن نبع معين ماء لا ينضب لعله يروينا ويغدق من جمه اجابات
شتى تجعلنا نختار من بينها مانشاء كيفما نشاء
هل فكرنا يوما في أن ننتقي من بين سطور حياتنا كل ماهو ممكن .. ؟
هل فكرنا يوما في أن ننتقي من بين سطور حياتنا كل ماهو مستحيل ..؟
هل فكرنا يوما في أن نمزجهما معا لنخرج بترانيم يتردد صداها كنغم
يجعلنا نضع الفكر في قالب مريح فضفاض ليأخذ مساحة تحتلها قدماه
حتى يستطيع النهوض طوعا لا كرها بعنفوان دون أدنى علل تنتابه .. ؟
هل فكرنا يوما في أن نضع اليأس بين قوسين لنبحث له عن مخرج ينفذ
من خلاله نحو شهقات أضواء ابتسامات الأمل حتى ولو افتراضا .. ؟
( الأمل .. .. اليأس )
( الممكن .. .. المستحيل )
أربعة قوالب
القالب الأول
( الأمل )
" لا بد له من شاطيء تعاسة , فالبحث عنه لابد وأن يكون من خلال العيش
ولو لحظة واحدة وسط ذلك الشاطيء لنمتطِ مراكب البحث عنه حتى ولو
كان خلف مجاهل البحار"
القالب الثاني
( اليأس )
" مظلم الملامح قاتم , صخرة صلدة تحتاج الرجوع إلى الوراء قليلا ليتبع
هذا الرجوع اندفاعة شديدة لكي نحقق من خلالها اصطداما قد يفتت جذوة
هذه الصخرة لنصل إلى ماوراءها "
القالب الثالث
( الممكن )
" يكون على طبق من ذهب , يتواجد فطريا دون الغوص في غياهب العناء
قد يكون ارثا لذا يجب ان نتعامل معه بعناية فائقة لكي نحافظ عليه من
خدش براثن نزواتنا وغرورنا "
القالب الرابع
( المستحيل )
" طعم الوصول إليه جميل , ومتعة لا تضاهيها متعة .. نحاول من خلاله
أن نحقق ذاتنا ولكنه دائما مايمتزج بالمقولة التالية
( إذا كانت الآمال كبارا تعبت من نيل مرادها الأجسام )
قد نفنى ولا نصل , ولكن سنكون موفقين إن هززنا أركانه
لنورثه لمن يأتون بعدنا ليصبح بالنسبة لهم الممكن الذي
يتناولوه على طبق من ذهب .. كما هوحالنا مع الممكن الذي ورثناه
ولنا في قصة الشيخ الوقور , التي دارت بينه وبين أحد الأكاسرة عبرة
عندما سأله عن زراعة تلك الزيتونة وهو يبلغ من العمر عتيا .. هل سيعيش
حتى يجني ثمارها ..؟ فما كان من ذلك الشيخ إلا أن قال وهو مزهوا بما
يقدمه من خدمة للجيل القادم" زرع آباؤنا فأكلنا ونزرع ليأكل أبناؤنا "
فالممكن في حياتنا كان في زمن غابر مستحيلا , والمستحيل في زماننا
سيتحول ممكنا في زمن الأجيال القادمة .. فهل سنشارك في النيل
منه حتى ولو جزئيا حتى تكمل الأجيال المسيرة .
الثلاثاء 27 أكتوبر 2009, 10:55 am من طرف OmAr71