أعرف أن فلسطين هي أمر يستحيل على الكثيرين زيارتها، لا سيما فلسطينيين الشتات الذين هم قضيتها الأولى والأخيرة، وهم "المنجل العالق بحلق الواوي ,أحب أن أحدثكم عن فلسطين اليوم بمدنها، سأكتب بإقتضاب لكوني زائر وقارئ للقليل، ولست مثقف بمدن فلسطين، ولكن أن أكتب خير من أن لا أكتب.
فيما يلي جدولي الذي سؤحاول أن تكون الفترات الزمنية بين كل عنصر فيه، يومين أو ثلاثة:. 1أريحا 2. نابلس 3. رام الله 4. يافا 5. حيفا وسيتمم الجدول، إن نجحت في اتمام هؤلاء:
أريحا--> يمكنك أن تعرف مدينة أريحا من حرارة جوّها وبياض ترابها وصفاء سماها واجتياح بيوت الطين لها منذ بداية التاريخ بثبات إن زرتها صيفا، وفي الربيع ستعرفها من طيورها الكثيرة من هدهد، والطنان، وعصافير مختلفة وحمام، في الشتاء تمتلء أكوام الحطب المشتعلة أمام المحال التجارية والأكواخ الفقيرة وتنموا أزهار الشتاء فيها وهي غالبا حمراء وكبيرة الحجم ومن أمثلتها زهرة "عيد الميلاد". إن كنت واثقا من أنك بفلسطين، ورأيت أنك في مدينة لا تختلف عن صور خلاء العراق وعراءها، فاعرف أنك في أريحا الفلسطينية.
تاريخ المعلومات التاريخية لا توضح أيهما أقدم مدينة معروفة من التاريخ، هي أم دمشق، يحكي التاريخ أن فلسطين هي من أوائل الأقاليم التي يسكنها الإنسان،ويجدر القول أن فلسطين كانت في قديم الزمان جزءا من سورية، وقد بقيت كذلك حتى اقتسم الفرنسيين والبريطانيين وليمتهم الشامية، يقال أن عمر مدينة أريحا يتجاوز الآلاف السبعة، وأن فيها عاش أو زار أنبياء ذكروا في "الأديان السماوية" مثل لوط الذي عاش ودمر وطنه فيها، ومثل زكريا والمسيح، وعلى طرفها الغربي في مكان نائي جدا يوجد "مقام النبي موسى" ولا يوجد أي دلائل او تلميحات في الكتب تقول أن موسى جاء الى هذه المدينة، وهذا المقام غير مشهور ويندر أن تراه أي من الكتب الموجودة عن فلسطين أو الكتب الدينية.
المكان، والجغرافيا: تغوص أريحا تحت سطح البحر بضع مئات من الأمتار، في الطريق إليها تغلق الأذن، بسبب إرتفع الضغط الجوي، ان مددت يدك خارج نافذة السيارة فإنك ستلمس هواءا حارا بعكس ما يحدث في الأماكن الأخرى بالضفة الغربية في فصل الصيف، أريحا هي على امتداد الأغوار، وهناك مدن عريقة وقديمة جدا في شمالها مثل حطين التي لم يعد يسمع أحد عنها وربما لا يعرفون مكانها وهي بالحقيقة جزء من طبريا المعروفة ببحيرتها، والتي لا يوجد فيها عرب فلسطينين اليوم، وعلى امتداد بيسان التي تشتهر بغنى أرضها، بتمورها وفاكهتها وخمورها التي كانت تصدرها الى الجزيرة العربية في أوائل القرون الميلادية وما سبقها، تراب أريحا أبيض أخشى من ذكر اسمه كي لا أخطئ، تشكّل جزء كبير منه من بقايا الكائنات الحية التي عاشت وأيضا التي جرفت إلى هذه المنطقة، وهذا يختلف عن المدن شمالها كبيسان وطبريا حيث التراب فيهم أحمر، ومن بعدهم صفد وهذه الأخيرة ليست من المنطقة الغائرة تحت البحر بل مدينة فيها أعلى القمم الفلسطينية (الجرمق) وهي جبال وهي مدينة بيضاء في فصل الشتاء ومثل بيسان وطبريا لا تحتوي على سكان فلسطينيين بداخلها بل في الشتات القسري. تبعد أريحا عن القدس 30 دقيقة بالسيارة، واليوم بسبب الحصار الذي يخنق الفلسطينيين والذي هو أقل شأنا في أريحا بالمقارنة مع مدن أخرى تبعد أريحا بضع ساعات عن القدس.
اقتصاد: سميت المدينة بأريحا، لأنها في فصل الحمضيات آب وأيلول تمتلئ برائحة أزهار الليمون والبرتقال والبومال والخشخاش والمندلينا والكرمنتينا (كلمنتينا) بكل أنواعها وأشكالها، هذا ما يعرفه الأغلبية لكن هناك من يقول أن "التسمية هي نسبة إلى القمر، باللغة الكنعانيّة، وهناك من يقول أن الأسم يتبع أريحا بن مالك بن أرنخشد بن سام بن نوح"(2)، والغالب أن "القمر" هو سبب تسميتها، يزرع في أريحا الفواكة التي تنجح في أريحا أكثر الناس بفلسطين بسبب الحرارة إضافة إلى ما ذكر من حمضيات وعلى سبيل المثال المانغا والباباي والقشطة والكاكا (الكاكى) والجوافا(الجوافة)، وقصب السكر والنخيل، ويلمس الزائر أن حقولها تستثني اللوزيات كالمشمش واللوز والدراق والخوخ والكرز وإلخ والتفاحيات كالتفاح الاجاص والسفرجل، وتفشل زراعة الزيتون فيها وينجح العنب تحت العناية المركزة، وفيها أشجار حرجية من فصيلة السرو والصنوبر، ولكنها ليست ذات الشجرات التي تنموا في باقي المناطق بفلسطين، وفيها أيضا يزرع الموز وبعض الحبوب والتبغ، وتزرع فيها أكثر أنواع الخضار، أريحا بانتفاضة الاقصى شهدت هدوء نسبي بالمقارنة مع مدن الضفة الغربية، ومع ذلك تحطم الوضع الاقتصادي فيها بسبب السياحة وهي ما كان يعتمد عليه الجزء الكبير من أهل المدينة، والسياحة كانت خارجية (وكان يأتي الكثيرون ليروا آثارها القديمة التي تمتلئ بها المدينة)، وبالنسبة للسياحة الداخلية فذلك لكونها المكان الدافئ نسبيا الوحيد شتاءا بالضفة الغربية بفصل الشتاء، وفي أوقات السياحة كانت تسوق جزء كبير منتوجها النباتي، وقد اثر الوضع الاقتصادي على محاصيلها الوزراعية فالشاحنات في كثير من الأوقاف يتم ايقافها في محطاتها أثناء ذهابها للتصدير فتوقف وتطول أحيانا أوقات بقائها حتى تتلف المحاصيل الذاهبة.
الفقرة التالية فيها خروج عن الموضوع، إقرأ إن أحببت ربما وصلت أريحا لقمة الإزدهار في وقت مجئ السلطة في أواسط التسعينيات من القرن المنصرم، وكان السبب في ذلك شعور كثرة أن شيئا من الأمان لم يشهده الفلسطينيين (لا سيما سكان الضفة الغربية) قد تحقق على أرضهم وهو فقط في مدينة أريحا، وفي ذلك الوقت تم وضع استثمارات كبيرة جدا للمدينة، "تخوزقت" غالبية الاستثمارات بعد ان انتهى عهد المتصالحين، كما أنه وقبل الانتفاضة الثانية وبعد الانتفاضة الاولى شهدت أريحا سياحة لم تشهدها من قبل، حينما جاء الشرطة إلى فلسطين إلى مدينة أريحا، جاء الكثيرون من الضفة الغربية ليكحلوا عيونهم بما رؤوه شيئا يسبق الاسقلال لقد سمى الناس هؤلاء الشرطة "جيش فلسطيني" ويا ليت، كانوا يأتون من كل مكان إلى أريحا ويذهب الجميع لينال صورة مع هذا الشرطي بسلاحة وبعلم فلسطين الذي يرفرف دون خوف لأول مرة خلفه، وكانت العاطفة تسيير هذا الكثيرين من الطييبين، وطبعا كان كثرٌ يكرهون ما أتى لأسباب لا حاصي وهي مقنعة، وثبت أنها مقنعة في نهاية أيلول 2000.
السكان اليوم يبلغ عدد سكانها تقريبا 25 - 30 ألف نسمة، جزء لا بأس به من السكان هم من المقدسيين، حيث يبنون فيها منازل للمشتى، يعيش فيها جزء من الناس أصلهم من الخليل، العائلات المعروفة هناك هي غروف والمغربي، والمغربي قدمت الشهيدة العظيمة "دلال المغربي"، سكان البلد الأصليون هم فلاحيين، بسطاء طيبيين، يحبون تربية الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب، كما يربي الكثيرين في منازلهم حيوانات كالماعز والأغنام والدجاج، وطيور أخرى ، لا يتركوا حقولهم المحيطة ببيوتهم من غير أن يملؤوها بما يساعدهم على توفيرها، لا يتدخلون ببعضهم البعض نسبيا، مرحون، غير قارئين، اجتماعيين، يرحبون بالضيف أعظم ترحيب، بسبب الحرارة يحبون النوم في وقت الظهيرة، غير حريصين على مظهرهم، كرماء، طبيعتهم الريفية تبدوا من بساطتهم ومباشرتهم في الحديث يعني المثل القائل"لي بتمو عراس لسانوا" مقبول تطبيقه هناك، هم اناس متصالحين مع كل شئ حولهم وهذا يندر في كثير من المناطق الفلسطينية، حيث في أغلب أرياف فلسطين لا يسمح أن يكون مشتري الأرض هو من ابن المدينة او القرية أو توضع شروط فيها صرامة وقيود قبل تمليك أو تأجير غير ابن البلدة، وسأتي على هذا بالتفصيل في ما سيأتي. في العام 1967 كان هناك مخيم كبير اسمه "عقبة جبر" يحكى أن أهله قد أخلوه، لكونهم تذكروا سير العدو المدعوم من كل أقطار الدنيا بسلاحة لتهجيرهم من مهجرهم الأول، الناس في أريحا يتذكرون زي الجنود العراقيين الذين تركوا زيهم قبل ان يتركوا البلد بعد ان ضاع ما ضاع من فلسطين في حزيران 67، "عقبة جبر" هو من مخيمات أريحا، أما ما يتبع للمدينة فلا أذكر إلا "العوجة" وهي قرية فيها آثارات كثيرة، ونبع ماء كبير لا أعرف كم يسرق اليهود من مائه، بأريحا هناك نبع ماء ينحدر من جبل "قرنطل".
أمور يكون من الرائع تغييرها بهذه المدينة: 1. يملأ محيط المدينة أراض بيضاء، وهذه المدينة الوحيدة بالضفة الغربية التي يوجد فيها هذا الأمر حيث كل المدن يحيط بها التراب الأحمر الممتلئ خضرة، يمكن بعناد الفلاح الفلسطيني أن تصبح خضراء تلك الأرض البيضاء. 2. تثقيف أهل أريحا بما يتعلق بالوطن. 3. تثقيف المزارعيين، ليصبح نتاج زرعهم ذي مردود أفضل. 4. تأسيس مؤسسات تعنى في تشجيع المواطنين على القراءة. و الان بعض صور مدن فلسطين الحبيبة ** مدينة غزة ** تعد مدينة غزة من أكبر المدن الفلسطينية وتقع في قطاع غزة جنوب غرب فلسطين علي ساحل البحر الأبيض المتوسط وهي من أجمل المدن الفلسطينية .
تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 700 * 459.
مدينة القدس** هي عاصفة دولة فلسطين وهي من أجمل المدن الفلسطينية وأهمها ،وهي تقع في منطقة الضفة الغربية ،في الجزء الشرقي من فلسطين وفيها يقع مسجدي الأقصي ذات القبة السوداء ومسجد قبة الصخرة ذات القبة الصفراء الذهبية وهي من أقدم مدن العالم.
**مدينة رام الله** تقع مدينة رام الله في منطقة الضفة الغربية مع بجوار مدينة القدس العاصمة وهي من أهم المدن الفلسطينية والكبيرة **مدينة خان يونس** وهي ثاني أكبر مدن قطاع غزة تقع في جنوب القطاع ،فيها العديد من المناطق الأثرية وهي تقع علي ساحل البحر الأبيض المتوسط
تقبلو تحياتي ان لم نستطع اليوم زيارة فلسطين و التمتع بطيبة اهلها و جمالها ع الاقل نتعرف على مالها عن بعد
السبت 21 نوفمبر 2009, 10:52 am من طرف رمآد إنسآن