شاطئ الاحلام الوردية الذى لطالما جمعنى بك بين همسات ليالى مخملية كنت التقيك هناك تلاطفنا حبات رماله الناعمة ألتقيك فنمارس كل طقوس الحب العذرى نتحدث برفق وتتزاحم كلمات الحب والعشق الرقيق بين شفتينا نقبل شعاعات القمر الفضى بنظراتنا السابلة نشتم عبير الياسمين الذى ترسله الينا بحنو بالغ نسمات الليل العليل كانت تحتضننا فى كل ليلة تلك السماء المرمرية المضوية بقبسات النجوم المتلألأة تذوب عشقنا فى همسات ريحها العليل وتؤرخ لقاءاتنا ممهورة برسم العشاق على صفحات اقمارها الرومانسية
حتى كان ذلك اليوم تاخرت على توجس قلبى ريبة وارتعد خوفا عليك وعلى وشفقا على حبنا من المجهول سألت عنك كل شىء واى شىء حبات الرمل .. شعاعات القمر ..نسمات الليل ..كل شىء واى شىء
حتى جاءنى من يخبرنى اننى مطلوبة من يطلبنى ؟!!!!! انه حبيبك وفيض عشقك الباهر اين يطلبنى؟؟؟؟ ستعرفين حالما تصلين واين ستأخذنى ؟!!!! حالما ستصلين ستعرفين حوار دار بينى وبين محدثى ومع كل كلمة يزداد قلبى رهبة وخوف لا اعرف من اين تأتينى تلك الرهبة وذلك الخوف كانى كنت مخدرة تماما وصلنا حيث اراد الرسول الذى لا اعرفه
كان المنظر مهيبا كنا امام مستشفى يعج بعربات الاسعاف والسيارات الخاصة الكل فى هرج ومرج اجساد داخلة وبعضها يهم بالخروج اما لمثواه الاخير او بجروح ليست خفيفة ولكن لامتلاء المستشفى كان يكتب لها بالخروج ليحل محلها اجساد اخرى اجساد مقطعة واخرى متهتكة واخرى ليست بالمقطعة ولا المتهتكة لانها لم تنل شرف وضوح المعالم اصلا ولانها كانت مجرد
اشلااااااااء صغيييييرة
دخلت الى الداخل يرافقنى الرسول الغريب لا ينطق بكلمة ولا اجرؤ انا ان انطق بكلمة اردت ان انطق بكلمة .. بسؤال .. ولكن هول المنظر خنقها فى حلقى ربما خوفا من هول الاجابة المنتظرة وصلنا الى غرفة مليئة بالاجساد طبيعى فانا فى مستشفى وربما الرسول كان ينوى اخذ شىء من تلك الغرفة ومن ثم سيصحبنى الى حيث يوجد من يريدنى .. من اريد ه
ولكن
المفاجأة المذهلة
كانت هذه الغرفة اخر الرحلة
تركنى الرسول هنا
وقبل ان اسأل نطقها
حبيبك يريدك هنا
يبغى ان تتعرفى على جسده لتأخذيه الى حيث مثواه الاخير الذى اتفقتما عليه اذا حدث الفراق وتلك كانت وصيته
قبل القصف
انهارت معالم الغرفة امامى وقفت متجمدة فى ذهول وكاننى لوح من الثلج اخذت انظر حولى وحولى
فى سكون مهيب
اتجول بعينى وتخشى قدمى ان تتقدم تفحصت بعينى كل الجثث ولم اجد بها اى معالم تدلنى على حبيبى فقد كانت تلك الغرفة مخصصة
للاشلااااااء
انتقل بحثى من المعاينة بالنظر الى حيث يدلنى قلبى فقلبى هو املى الاخير فى التعرف على جسد حبيبى
حتى وقعت عيناى عليه وقال لى قلبى انه هو
هناك
بالتاكيد هو
ينتظرك
كما كنتى تنتظرينه دائما
اليوم .. قد احلك من عهد الانتظار
اليوم
هو هنا الذى ينتظرك
ولكن حيث المكان الذى لم تتفقا عليه
كان هناك
فى ذلك الجوال
كان الجوال كانه جوال للارز مكدس فيه باقى ما تبقى من الجسد كان الجوال ينزف بغزارة
هرعت اليه
حاولت بكل جهدى .. بهستيريا شديدة ان امنع ذلك النزيف المرعب كان الجوال ينزف بغزارة
افقت فجأة على الحقيقة المؤلمة
لم يكن نزيفا للجوال
فقد توقف الجسد الذى بداخله عن النزف كما توقف عن الحياة
كان الدم
اخر رسالة بعث بها حبيبى الى
ان افيقى من حلمنا الوردى لاننى الان فى مكان على فى جنات الفردوس خالد فى مكان .. لستى معى فيه الان
اذا فلتتمنى ان تلحقى بى بسرعة هذا .. ان كنت فعلا حبيبك الازلى او ان تنسينى كما تفعل بعض النساء تتألمن بشدة ثم تعتمدن النسيان الذى يهلمهن به غدر الزمان
لا .. لا .. لن يلهينى الزمان ابدا فانت .. انت .. حبيبى وستظل دائما حبيبى فى الحياة حبيبى وفى الموت حبيبى و فى الفراق انت عشقى الابدى ونور حياتى الازلى
تلك هى كلماتى
وهذا هو عهدى
عاهدت حبيبى .. فشعر جسده المشظى بالاستقرار وفجأة .. نظرت الى الجوال فاذا بالنزيف المنهمر قد توقف
لقد استراح حبيبى الان
قمت من حيث انا فى حضن حبيبى حملت الجوال
لكن
قبل ان احمل جوال حبى النازف ربتت على ما تبقى لى من قصة حبى
وقبل ان اخرج بحبيبى الى حيث اراد ابتسمت شفتاى لحبيبى تلك الابتسامة التى يعشقها
وقبلت اشلاء حبيبى
اهداء الى كل الشهداء فى فلسطين المسلوبة والعراق الجريح ولبنان المتألم وكل بلد منهوب
الإثنين 16 نوفمبر 2009, 8:23 pm من طرف jasmin