jasmin Member
سجل فى : 13/12/2008
المساهمات : 5598 العمر : 30 التقييم : -2
| | كفى عبثاً بلغة الضاد!: | |
[b]بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم كفى عبثاً بلغة الضاد!: الدكتور. فيصل القاسم لماذا كل هذا العبث باللغة العربية؟ لا أريد أن أعود إلى نظرية المؤامرة. لكن ما يحدث للغة العربية على أيدي الكثير من الناطقين بها يجعل المرء يسترجع نظرية المؤامرة. وقد سمعت أساتذة كباراً يتحدثون عن تآمر حقيقي على لغتنا. وهذا للأسف الشديد يحدث يومياً أمام أعيننا وبدم بارد جداً. فكم أشعر بحزن شديد وأنا أستمع مثلاً إلى المضيفات والمضيفين على متن خطوط الطيران العربية وهم يطلبون منا أن نربط الأحزمة، أو عندما يريدون أن يعلمونا بموعد هبوط الطائرة أو بدرجة الحرارة خارجها، أو بإيضاح تعليمات السلامة. وإذا أحصينا الكلمات المستخدمة في هذه الحالة نجد أنها لا تزيد عن خمس جمل. لكن مع ذلك فالمضيفات والمضيفون يفجرون في تلك الجمل البسيطة كوارث لغوية مرعبة. ولو سمعها أبو الأسود الدؤلي أو غيره من النحاة لكانوا قد تململوا في قبورهم انزعاجاً من هذا الوضع الذي آلت إليه لغة الضاد. فهناك أخطاء لفظية وقواعدية في كل جملة تقريباً، إلى حد يجعل العارفين باللغة يظنون أن الأمر مقصود. فهل يعقل أن المضيف أو المضيفة لا تعرف أن حرف الجر مثلا يجر ولا ينصب أو يرفع، وأن كل كلمة تأتي بعد من، إلى، عن، على، هي مجرورة وليست مرفوعة؟ لماذا ينصبون الفاعل ويجرون المنصوب ويرفعون المجرور ويعبثون باللغة بهذه الطريقة الرهيبة؟ لماذا وصل بهم الأمر إلى هذا الحد؟ كم من المرات شعرت بأنني أريد أن استدعي إحدى المضيفات أو المضيفين لأعاتبهم بشدة على هذه الزلات اللغوية المشينة. كم يكلفهم من الوقت كي يتقنوا بضعة جمل بسيطة لفظاً ونحواً؟ ومما يزيد في غيظي وإحباطي أنهم عندما يرددون الجمل نفسها باللغة الانجليزية أو الفرنسية لا يقترفون أي خطأ لفظي أو قواعدي، بل يبذلون قصارى جهدهم كي يظهروا بأنهم أفضل من الانجليز في اللفظ واللهجة. أما في العربية فيطلقون العنان لجماحهم التخريبي كي يعيث فساداً في هذه اللغة المسكينة!. لماذا يا جماعة؟ لماذا أصبحت لغتنا كالأيتام على مأدبة اللئام؟ لماذا هذه الإهانات المتعمدة للغة الشعر؟ وقد يكون الأمر محمولاً لو اقتصر على المضيفات على متن الطائرات. لكنه أكثر خطورة في الفضائيات العربية. فبعض الفضائيات تحث مذيعاتها كما سمعت على استخدام لغة عامية رخيصة ممجوجة بدلاً من اللغة العربية المحترمة. ولا داعي لذكر بعض الفضائيات التي تبدو مذيعاتها كما لو أنهن يتفنن في إيذاء اللغة العربية وتخريبها. لكن هؤلاء المذيعات لا يترددن في إظهار عضلاتهن اللغوية في اللغات الأجنبية على الشاشة. فقد دهشت ذات مرة وأنا استمع لواحدة من تلك المذيعات وهي تتحدث في برنامجها بالانجليزية. لقد حاولت قصارى جهدي أن اصطاد لها خطأ بسيطاً، لكنني فشلت. فقد كانت انجليزيتها ـ تمام التمام ـ نطقاً وقواعد بحيث لا يمكن تمييزها عن الانجليز أنفسهم، بالرغم من أنها تعلمت الانجليزية في بلدها أيضا كما تعلمت العربية. لماذا ترانا نتهافت على إتقان اللغات الأجنبية، بينما نتهاون شر تهاون في تعلم لغتنا الأصلية؟ لماذا هذا الاستهتار باللغة العربية؟ ألا يصل ذلك إلى حد التآمر الرهيب؟ وكي يزيدوا الطين بلة استنبط بعض أخواننا في الخليج لغة ثالثة هجينة كي يستخدموها في التعامل مع الوافدين الآسيويين لا علاقة لها باللغة العربية لا من بعيد ولا من قريب. حتى أنني أجد صعوبة في بعض الأحيان وأنا استمع إلى أحد الأخوة الخليجيين وهو يتكلم مع عامل آسيوي. فبالكاد أفهم شيئا مع العلم أن كل وافد إلى أي بلد مطلوب منه أن يتعلم لغة ذلك البلد وألا يفرض لغة هجينة على أهل البلد الأصليين كي يستخدموها معه. هل يعبث الانجليز أو الفرنسيون أو الألمان بلغاتهم لإرضاء الوافدين إلى بلادهم؟ أم إن هؤلاء الوافدين مجبرون على تعلم تلك اللغات بحذافيرها؟ فمعروف عن الألمان مثلا أنهم لا يردون على أجنبي في بلدهم إذا خاطبهم بلغة أجنبية، وإذا ردوا فإنهم يردون بنوع من الاشمئزاز. إنهم يفترضون أن ذلك الأجنبي يجب أن يتعلم لغتهم. وإلا فهم لا يحترموه. انه تعصب محترم للغة. فلماذا نساوم نحن على لغتنا إذاً؟ وقد يقول قائل إن ليس كل الانجليز مثلا يتكلمون الانجليزية الفصحى. وقد تجد بعضهم ممن لا يقل سوءا عن المضيفات والمضيفين العرب العاملين على متن خطوط الطيران العربية. لكن ذلك غير صحيح بالمطلق. فالفرق بين اللغة الانجليزية الفصحى المستخدمة إعلاميا واللغة العامية ضئيل جدا، لا يمكن تمييزه أحياناً. فالانجليز يتحدثون فيما بينهم يوميا باللغة نفسها التي نسمعها في الراديو والتليفزيون ونقرؤها في الصحف تقريبا. اما الفرق بين اللغة العربية الفصحى والعامية المستخدمة في بعض الفضائيات فهو هائل بكل المقاييس. وهذا عائد طبعا الى ان الفصحى في واد والعامية في واد آخر لأسباب قواعدية ونحوية وثقافية. وهذا ما يجب علينا ان نصححه حتى لو طال الزمن. يجب علينا أن نردم الهوة بين الفصحى والعامية مع الاعتراف بصعوبة هذه المهمة. اما الذين يقولون ان لجوء البعض الى العامية واهمال اللغة الفصحى عائد الى صعوبة اللغة العربية فهم ايضا ليسوا على صواب. فكل لغة فيها صعوباتها الخاصة بها. من قال ان الانجليزية لغة سهلة؟ من قال ان الفرنسية او الروسية لغتان يسيرتان. انهما لا تقلان صعوبة عن العربية. وكذلك الالمانية. مع ذلك الجميع يتحدث هذه اللغات باتقان من نوع ما. هناك لغة عامة وليست عامية. اي انها اقرب الى الفصحى منها الى العامية. وهي مناسبة للاستخدام في وسائل الاعلام مادامت تحترم أساسيات القواعد اللغوية. أما نحن فالطلاق حاصل عندنا بين الفصيح والعامي منذ عشرات السنين. فمن المسؤول عن هذا الضياع اللغوي والثقافي لدينا؟ ولماذا نسخر من الذين يتحدثون عن مؤامرة حقيقية على لغة الضاد؟. تحياتي
| |
|
الأحد 28 فبراير 2010, 5:01 pm من طرف AlGeRieN