كانت الجزائر من أوائل الدول التي ساعدت المصريين في حرب أكتوبر 1973 و قد شاركت بالفوج الثامن للمشاة الميكانيكية ، كان الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين قد طلب من الاتحاد السوفياتي شراء طائرات وأسلحة لارساله إلى المصريين عقب وصول معلومات من جاسوس جزائري في أوروبا قبل الحرب مفادها أن إسرائيل تنوي الهجوم على مصر وباشر اتصالاته مع السوفيات لكن السوفياتيين طلبوا مبالغ ضخمة فما كان على الرئيس الجزائري إلى أن أعطاهم شيك فارغ وقال لهم أكتبوا المبلغ الذي تريدونه ، وهكذا تم شراء الطائرات والعتاد اللازم ومن ثم إرساله إلى مصر ، و هذه بعض إحصائيات لما قدمته الجزائر لهذه الحرب التي كانت هي ثاني دولة من حيث الدعم للحرب .
الوحدات:
فيلق مشاة ميكانيكية فوج مدفعية ميدان فوج مدفعية مضادة للطيران
التعداد البشري:
الوحدات:
فيلق مشاة ميكانيكية فوج مدفعية ميدان فوج مدفعية مضادة للطيران
التعداد البشري:
3 فيالق دببات و 7 كتائب للاسناد 2115 جندي 812 ضابط صف 192 ضابط العتاد: البري: 96 دبابة 32 آلية مجنزرة 12 مدفع ميدان 16 مدفع مضاد للطيران الجوي: سرب من طائرات ميغ 21 سربان من طائرات ميغ17 سرب من طائرات سوخوي7 مجموع الطائرات : حوالي 50طائرةطائرة
شخصيته لها قداستها والخيال نسج حولها الأساطير حين وقف شاب من الجزائر أمام جمع من رجال السياسة والأمن بالقاهرة وقال بكل إصرار : (اننا يا إخوان لا نطلب المال وما نريده هو السلاح... ) أدرك الرئيس جمال عبد الناصر أن الذي يجري على أرض الجزائر ليس لعب أطفال أو ممارسة جياع وقطاع طرق كما تصفه الدوائر الاستعمارية ، بل هو بركان هائج سيجرف الظالمين الى أودية التاريخ السحيقة. ذلك الشاب هو أحمد بن بيلا أول رئيس للجمهورية الجزائرية بعد الاستقلال وقدم نفسه في ذلك الاجتماع باسمه الحركي «مزيان مسعود» تقدم الى الحضور بكلمات بسيطة بعضها بالعربية ومعظمها بالفرنسية ، كسر بها رتابة المطالب التي داوم عليها قادة الأحزاب الممثلة لحركة التحرر في المغرب العربي حين يلتقون بمسئولين مصريين ، فيطلبون المال بدعوى تعزيز القدرات التعبوية للشعب ضد المحتل. واعترف فتحي الديب نائب رئيس جهاز المخابرات في مصر وقتها وكان المشرف المباشر على متابعة القوى السياسية الفاعلة في المغرب العربي ، بأن كلام أحمد بن بيلا كان خطابا جديدا بالمقارنة مع ما كان يطرحه السياسيون قبله، وأحدث ذلك الموقف ما يشبه القطيعة مع المعالجة السابقة للوضع، وطرح نظرة جديدة هي مواجهة الاحتلال بالسلاح وهذا المنطق الذي يهضمه الرئيس جمال عبد الناصر لإيمانه أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة. يؤكد المؤرخون أن العوامل التي تضافرت وفجرت ثورة الجزائر في ذلك الوقت بالذات محلية وعالمية وعربية وأهمها ثلاثة: 1 ـ بلوغ حركة التحرر الوطني الجزائرية مرحلة عالية من النضج والجاهزية وحلول اللحظة الثورية الحاسمة على أنقاض تراكم إخفاقات نحو ربع قرن من النضال السياسي، لم يعد بعدها تأجيل المواجهة المسلحة أمرا قابلا للتبرير. 2 ـ هزيمة الجيش الفرنسي وهو القوة المستعمرة للجزائر في معركة ديان بيان فو بالفيتنام أمام مقاتلين آسيويين بإمكانيات بسيطة وهم في كل الأحوال ليسوا أحسن من الجزائريين. 3 ـ وجود سند عربي قوي هو النظام الذي أفرزته ثورة 23 يوليو بمصر وتبنيه خطابا قوميا تحرريا مبنيا على المواجهة مع الاستعمار ووحدة الصف ودعم قوى النضال الوطني في كل مكان. وهو أول خطاب عربي معاصر تمكن من جمع الملايين حوله من المحيط الى الخليج، وكان بمثابة قارب نجاة لشعوب أضنتها ويلات العبودية والتشرذم. وأدى تزامن إرهاصات اندلاع حرب الاستقلال في الجزائر مع قيام ثورة يوليو إلى عناق مثالي فريد بينهما، أقلق الإدارة الاستعمارية ودفع بها الى اعتبار عبد الناصر واحدا من أكبر مجاهدي الثورة الجزائرية. ومن أصدق مظاهر هذا العناق أن الفدائيين الجزائريين نفذوا عشرات من العمليات بالجزائر وفرنسا انتقاما لضحايا العدوان الثلاثي على مصر. ففي قلب مدينة سطيف التي تقع على الهضاب العليا الشرقية فجر فدائي من فرق الشيخ العيفة أشهر مجاهدي المنطقة قنبلة داخل حانة تملكها فرنسية اسمها «مدام روشي» ، وخلف الانفجار مقتل ثلاثة جنود أوروبيين وجرح آخرين. وعلى بعد أمتار من مكان الانفجار اشتبك مع دورية من الجيش الفرنسي وسقط شهيدا وحين فتشه القاضي العسكري وجد في جيبه كراسة صغيرة كتب عليها : الله أكبر ـ تحيا الجزائر ـ يحيا جمال عبد الناصر ، وتبين أن الهجوم نفذ انتقاما من مشاركة فرنسا في العدوان على مصر. ـ لماذا هذا الاهتمام الكبير؟ ولا يحتاج المرء إلى بذل كثير من الجهد ـ حتى بعد مضي ما يقارب نصف قرن على قيام ثورة الجزائر ـ لمعرفة الأسباب التي جعلت الرئيس جمال عبد الناصر يوليها عناية نادرة ما أولاها بلد لحركة تحرر أخرى في ذلك العهد. فقد كان سخاؤه بمثل سخاء الثوار الجزائريين في تقديم التضحيات لاستقلال بلدهم. ولم يكن ذلك الدعم الذي اتخذ أشكالا متعددة مجرد موقف مساند لاسترجاع أرض عربية وتحرير شعب تعداده عشرة ملايين ينتمي لهذه الأمة فحسب ، بل كان نابعا من فلسفة شاملة يستند إليها الرجل وهي تحرر الإنسان أينما كان. وهو يرى في ثورة الجزائر بزخمها وبعنفوانها وعطائها بوابة لتحرير إفريقيا والوطن العربي وبقية الشعوب المقهورة، ويرى فيها الآلة الجبارة التي تشتغل على مدار الساعة في حفر قبر النظام الاستعماري العالمي وتعزيز قدرات قوى التحرر التي ستنتصر في نهاية المطاف مهما كانت التضحيات. وانطلاقا من هذا الموقع كانت الثورة الجزائرية على مدى سبع سنوات ونصف السنة التي استغرقتها أكبر هموم الرئيس عبد الناصر وأهم خانة في أجندته إذا استثنينا فترة عصيبة مرت بها مصر والأمة العربية جراء العدوان الثلاثي عام 1956. فقد تابع خطواتها يوما بيوم وحدثا بحدث وأصدر الأوامر بفتح جميع القنوات التي من شأنها تقديم العون للثوار ماديا ودبلوماسيا وإعلاميا وسخر ثقل مصر ومكانتها لكسب التأييد للقضية الجزائرية في المحافل الدولية. وتقابل مع ممثليها أكثر مما جلس الى غيرهم من القادة والسياسيين. شعبية بارزة وبقدر اهتمامه بالثورة نال عبد الناصر إعجاب الجزائريين واستولى على قلوبهم وعقولهم فأحيطت شخصيته بنوع من القداسة في الأوساط الشعبية الجزائرية. فغنت النسوة عنه وعن خصاله وشجاعته وقوته. ونسج الخيال ما يشبه الأساطير حول حياته. وجعل بعض ضباط جيش التحرير الوطني الاستماع إلى خطاباته واجبا. وقال محمد آيت بارة وهو ضابط كان عند نهاية الثورة برتبة ملازم إن العقيد عميروش وهو أشهر القادة العسكريين للثورة الجزائرية ، أمر بأن ينزل الجنود ومعهم أجهزة راديو إلى قرى منطقة القبائل كلما قرر الرئيس عبد الناصر إلقاء خطاب للاستماع الجماعي وشرح محتواه للسكان الذين لا يفهم معظمهم اللغة العربية. وقرر العقيد حضور مترجم من العربية إلى الأمازيغية في كل الجلسات. وذكر محمد الطيب عبادي وهو أيضا مجاهد من القبائل بأن العقيد عبد الرحمن ميرة الذي خلف العقيد عميروش بعد استشهاده عام 1959 سار على نفس النهج ، وقال إنه أدى دور مترجم أكثر من مرة في القرى الجبلية لابلاغ السكان محتوى خطاب جمال عبد الناصر. وينقل المجاهدون الجزائريون إلى السكان عند لقائهم أخبارا عن الإنجازات التي تحققها مصر وعن الدور المصري في مساندة الثورة. وتقدم مصر على أنها قوة كبيرة يمكن الاعتماد على دعمها لدحر جيش الاستعمار. وبالمقابل يقدم الفرنسيون جمال عبد الناصر على أنه العدو بامتياز ، وروت «بيبية » ذات الستين عاما وهي من بلدة بني عزيز بولاية سطيف شرق الجزائر قصة مثيرة تجسد عداء الإدارة الاستعمارية الفرنسية لعبد الناصر وقالت: كانت مجموعة من مجاهدي جيش التحرير الوطني في بيتنا ومعهم شباب من العائلة يستمعون الى خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في إحدى ليالي الشتاء القارس «لا تتذكر التاريخ بالضبط» وفجأة داهمت قوات كبيرة من الجيش الفرنسي البلدة في حملة تمشيط تشمل تفتيش جميع البيوت والمحلات . فاضطر الجميع الى مغادرة المكان بسرعة وتركوا المذياع شغالا وجمال يخطب بحماس. ولم يبق في البيت غيري وامرأة متقدمة في السن وكنا لا نعرف ماذا نفعل لإيقاف الرجل عن الكلام ... «ضحكت بيبية قبل أن تواصل» توجهت المرأة المسنة في ذعر شديد الى المذياع وقالت له: اسكت يا رجل العسكر على عتبة الدار... إنهم لا يرحمون أحدا. لكن جمال ظل يخطب حتى دخل الجنود فوجدوا المذياع على صوت العرب والخطيب هو عبد الناصر ، فجن جنونهم وفي لحظة هستيريا التقط الضابط الأوروبي المذياع وأمر بإحراق المنزل فورا.) عمر بيبية اليوم ستون عاما وكانت وقتها في الرابعة عشرة أو الخامسة عشرة أو أكثر بقليل تتذكر تماما ما عاناه أهلها من ظلم جيش الاحتلال ، وتتذكر أيضا أن الحرية كانت وقتها تعني الكثير بالنسبة لأترابها ومن بين أحلامهم رؤية جمال عبد الناصر وهو يسير راجلا في بلدتهم. ولم يتأخر الحلم فقد ضاقت العاصمة الجزائر بمئات الآلاف جاؤوا من مختلف أرجاء القطر لاستقبال الضيف الكبير بعد فترة قصيرة من الاستقلال. كان ذلك الحشد أعظم استقبال شعبي ينظم على شرف رئيس دولة ولم يتكرر حتى اليوم. وجلس جمال عبد الناصر الى جانب أحمد بن بيلا لتحية الجماهير الغفيرة. اسم ليس ككل الأسماء كانت أقرب الأسماء التي تخطر على البال حين ازدياد مولود عند معظم العائلات الجزائرية في الخمسينيات والستينيات هي جمال و ناصر و عبد الناصر. وهي اختيارات تقدير تعبر عن مكانة الرئيس في الأوساط الشعبية الجزائرية ويحمل عدد كبير من الجزائريين اليوم هذه الأسماء. وبعد الاستقلال عام 1962 تضاعف الإقبال على هذه الأسماء بعد زوال المخاوف والضغوط التي كان يخضع لها من يختارونها خلال حرب التحرير. وحين سئل عبد الرحمن صديقي وهو مجاهد من قرية «لعزيب» بالقبائل الصغرى عن الدوافع التي جعلته يسمي ابنه البكر عبد الناصر عام 1964 ، رد ببرودة إذا وجدتم لي اسما وافق الجميع على أنه أحسن من عبد الناصر تبنيته فسكت الجميع ونطق أحدهم جمال ساعتها رد الوالد جمال هو عبد الناصر فصفق الجميع. وفي بلدة «أولاد علي» بولاية باتنة شرق الجزائر رفض عون البلدية عام 1965 تسجيل مولود جديد باسم جمال لأن والده كان يتعامل مع الإدارة الاستعمارية ، فشكاه إلى مسئولين أعلى، وحين حضر للاستجواب حول أسباب الرفض كون ذلك تعديا على حرية الأولياء في اختيار أسماء أبنائهم ، قال العون يا سادة إن اسم جمال خلق للثوريين وهذا الذي أمامكم تعامل مع الاستعمار فلا يحق له ذكر هذا الاسم تماما فكيف لي أنا ابن شهيد الثورة أن أسجله في دفتره العائلي وكان لزاما على الرجل أن اختار اسما آخر. فجمال اسم غير عادي. قد تبدو هذه الروايات بسيطة بالقياس الى حجم ثورة يوليو ونحن نحتفل بعيدها الخمسين، لكن بقدر بساطتها تعبر عن جانب مهم من هذه الثورة وهو امتداداتها وتعلق المحرومين والشرفاء بمبادئها وتقديسهم لقائدها صاحب أقوى خطاب في تاريخ العرب المعاصر.
هي هذه مجرد نماذج من حكايات يتوارثها الجزائريون تروي قصة حب بين ثورة شعبية عارمة : ثورة الجزائر و ثوري من طراز خاص: جمال عبد الناصر.
ناصرالدين السعدي صحفي من الجزائر
من المؤكد ان مابناه الرجال لن تستطيع تعصبات الاجيال الجديدة..ان تهدمه
ومهما علت الصغائر لبعض الوقت على ايدى الصغار.. فستعلن الارض ان الدماء واحدة
ولكنها فقط الدماء الاصيلة الوفية
نسأل الله ان يعود الجميع الى رشده.وان تسكت اصوات صغيرة تجهل حجم تضحيات الاباء هنا وهناك
الخميس 04 مارس 2010, 7:43 pm من طرف ŜŤǾP