كان هناك تاجر غنى يعيش فى مدينة أليمتيجو وكان يزداد بخلا كلما جمع نقود أكثر فى صندوقه .
وكان دائما مشغولا فى كسب مزيد من قطع النقد الذهبية وجمعها فى هذا الصندوق .
فى احدى المرات اشترى قطيعا من النعاج وباعه بربح كبير . وعاد من السوق الى بيته سعيدا ,
وفى جيبه كانت محفظته محشوة بشدة بالنقود .
وكيف لايفرح ! وفى محفظته كانت ترن رنا أربعمائة درهم ذهبية.
هذا التاجر الجشع قال فى نفسه (( بهذه الاربعمائة درهم سأشترى نعاجا مرة اخرى وسأبيعها
بضعف الثمن وسأشترى من جديد وابيعها بـت3 اضعاف الثمن ...)
وبينما استرسل التاجر فى احلامه , سقطت المحفظة من جيبه على الارض دون ان يلاحظها .
بعد وصوله الى البيت اكتشف ضياع محفظته المليئة بالنقود وأوشك ان يفقد عقله . لم يستطع
النوم طوال الليل , وكان يتنهد ويتأوه , وفى الصباح توجه الى حاكم المدينة وقدم له التحية متلمسا
منه (( أيها الحاكم العظيم , شفيع التعساء ونصير كل الناس الشرفاء ! أنقذنى من هذه المصيبة.
أرجوك ان تأمر بالاعلان عن ان كل من يجد محفظة نقود وفيها أربعكمائة درهم , فليأت بها اليك ويحصل على
اربعون درهما ))
أشفق الحاكم على التاجر وفى نفس اليوم أمر بالاعلان عن ضياع محفظة النقود فى الساحة الرئيسية للمدينة
وعن مكافأة سخية للشخص الذى يجدها . وبعد ثلاثة ايام جاءت امرأة فقيرة الى الحاكم وسلمته محفظة النقود
وبها أربعمائة درهم . قال لها الحاكم : أنت تستحقسن هذه المكافأة لانك امينة ونزيهة .وأمر باحضار التاجر .
وما ان رأى التاجر محفظته حتى افرغها من النقود على الطاولة وبدأ يعد القطع الذهبية ووجدها بالفعل
أربعمائة درهم ذهبى . لكن التاجر لم يشأ ان يهب المكافأة , صاح التاجر المحتال : يا امراة ! النقود ناقصة !
كنت قد وضعت اربعين درهما بالاضافة الى هذه الاربعمائة درهم . أجابت المرأة بهدوء : سيدى التاجر , لوكنت
أنوى ان استولى على نقودك لأخذت المحفظة كاملة ولما كنت قد أتيت بها الى السيد الحاكم .
أدرك الجميع ان المرأة تقول الحقيقة لكن التاجر استمر بالصياح وكان يشتم المرأة .
ادرك الحاكم ان التاجر الطماع لم يكن يريد ان يعطى المرأة المكافاة الموعودة فأمره قائلا :
__ اقترب منى واعطنى تلك المحفظة .
نفذ التاجر الامر فى الحال .
سأله الحاكم : أأنت متأكد انه كان فى محفظتك بالاضافة الى الاربعمائة درهم أيضا اربعون درهما اخرى ؟
__ نعم ياسيدى الحاكم .
__ لكن لماذا لم تقل لى عن هذا سابقا ؟
ام انك تريد ان تستولى على شىء لا يخصك ؟
رفع الحاكم صوته قائلا : هذه المحفظة لا تخص التاجر , انا ايضا فقدت محفظتى منذ ايام , وكان بها فقط اربعمائة درهم لا غير ,
وهذا يعنى ان المحفظة محفظتى .
بعد ذلك اضاف الحاكم قائلا للمرأة : ايتها السيدة المحترمة هناك مقولة لدينا تفيد بأن الذى يقوم بالاهداء هو الانسان الكريد
وليس الغنى . لهذا السبب أنت اتيت بهذه المحفظة الى هنا . اذن فخذى هذه المحفظة لك مكافأة لطيبتك , واعطاها المحفظة
أما التاجر الطماع فذهب بخفى الحنين ( مثل عربى : يضرب لمن لم يحقق هدفع )
وأصبح أضحوكة لكل سكان المدينة لفترة طويلة .
center].....تمت .....
هذه القصة قصة حقيقة حدث فى الواقع مع احد التجار
من نقلى الشخصى من مجلة ( العربى الصغير الكويتية )[/center]
السبت 22 مايو 2010, 1:46 pm من طرف jasmin