إن اكثر برامج علاج البدانة فعالية هي البرامج العلاجية الشمولية . فهي برامج تجمع بين الحمية ( الريجيم ) ، تبديل نمط الحياة ، التوبية الغذائية ، الادوية والبرامج البعيدة المدى لدعم الحفاظ .
وهناك العديد من البرامج العلاجية الشاملة التي ينفذها الاطباء والعيادات والمستشفيات في الولايات المتحدة . وتختلف شدة هذه البرامج بالطبع من بدين الى اخر وحسب زيادة الوزن التي يعاني منها .
وعموما فان البرامج تختلف من طبيب الى اخر ومن مستشفى الى اخر ولكن هناك خطوطا مشتركة تعتمد خطة تقليل الطعام والدهن مع الحفاظ على النسب المطلوبة من البروتينات والفيتامينات والمعادن .. . الخ .
وكمثل فان البرنامج العلاجي في عيادة الدكتور مايكل د. مايرز / لوس انجلس مخصص ، في الاساس ، لمعالجة البدناء الذين يزيد وزنهم بمقدار 25-50 كغم عن الحد الطبيعي المفترض . ويعتمد على وجبات طعام متوازنة عالية الفائدة مع تناول المشروبات الفقيرة بالسعرات الحرارية.
توفر الوجبات كافة احتياجات الجسم الطبيعية من البروتينات والفيتامينات والاملاح والمعادن وتحصر قيمة السعرات المستهلكة بـ 800 سعرة .
وبعد ثلاثة ايام من هذا الريجيم تتطور عند المرضى حالة من الخلال Ketosis في استقلاب الشحم التي تقلل الشهية وتنفي الحاجة للادوية. يبدأ الانسان في مرحلة الريجيم الاولية بفقدان 1-2 كيلوغرام اسبوعيا .
واضعين في عين الاعتبار المخاطر الجسدية والصحية العامة على المريض ، خصوصا ونحن نعرف بان بعض البدناء يعانون من " امراض صامتة " ، لابد هنا من اخضاع الفرد الى مختلف الفحوصات السريرية بهدف التأكد من حالته الصحية، قبل البدء بالعلاج . هذا مع مواصلة التشاور بين الطبيب والمريض واعادة اجراء الفحوصات الاساسية بين فترة واخرى (كل اسبوع احيانا ) مثل تخطيط القلب وتحليل الدم والادرار . . . الخ .
من اجل نجاح بعيد المدى :
إن تراجع المؤشر على الميزان الى الوراء هو بداية برنامج ناجح لتنظيم الوزن . مع ملاحظة ان تجنب زيادة الوزن وتجنب ظاهرة صعوده ونزوله هي من اهم واعقد جوانب كل برامج خفض الوزن العلمية .
ان مفتاح النجاح في هذه المرحلة من التناقص الايجابي للوزن هو تبديل كامل نمط الحياة. ويمكن تحقيق ذلك من خلال الجلسات الجماعية الاسبوعية المصحوبة بالبرناج الفردي لكل شخص والذي يشرف على تنفيذه اخصائيون من ذوي الممارسة والتدريب المهني .
مع العلم ان تبديل نمط الحياة ليس علاجا نفسيا وانما سلوكيا يتعلق بطبيعة التصرفات اليومية للانسان وكيفية تغييرها بما يناسب حياته الجديدة والعلاج . ولهذا فان الاطباء يبدأون مرحلة العلاج المسماة " ادامة فقدان الوزن " بعد بلوغ المريض نمط حياته الجديدة واعتياده عليها.
إدامة فقدان الوزن :
ان الشروع في الحمية الطبية وتناقص الوزن ليسا سوى البداية في حين ان ادامة فقدان الوزن هو الجزء الحاسم من برنامج العودة التدريجية الى الوزن المقبول . ويتضمن هذا الجزء الهام من البرنامج على تفاصيل برنامج تبديل نمط حياة الانسان ، اي تغيير نمط تصرفاته التي ترتبط بالطعام بهذا الشكل او ذاك .
إن تناول الطعام غالبا ما يتعلق بمشاعر معينة مثل الاوضاع الاجتماعية والنفسية ولا يتعلق بالشعور بالجوع . وكمثل فان بعض الناس يأكلون عندما يشعرون بالاحباط او العصبية في حين يدفع الضجر وحده البعض الاخر نحو البراد. ويبدو ان الوضع الاجتماعي يدفع الانسان الى الطعام بغض النظر عن الشهية وهكذا يتوجه الانسان الى مائدة الطعام ظهرا لتناول الغداء ، بحكم العادة ، وان لم يكن على شهية.
فتحوير نمط الحياة يعني تشخيص عادات الانسان المرتبطة بالاكل والعمل وتغييرها . اذا كان الانسان البدين يأكل بسبب التوتر النفسي فعليه ان يتعلم تقنيات ازالة هذا التوتر. واذاكان الافراط في الاكل ناجم عن حالة الشعور بالضجر فان تنظيم برنامج الحياة اليومية يكون خير علاج له .
وكما قلنا فان تبديل نمط حياة الانسان ليس علاجا نفسيا ولكن الاشخاص يشعرون ، وهم يحللون عاداتهم وتصرفاتهم ، بوعي لمشاكلهم الحياتية .
يتحدث بعضهم بشكل خاص عن تأثيرات الحياة الزوجية والعادات اليومية المرتبطة بها وهي مشاكل يصعب حصرها وحلها في اطار البرنامج دون مساعدة المختصين . ويفشل العديد من المتعالجين (رغم تشخيصهم للعادات الواجب تغييرها) في تبديل نمط حياتهم السابقة وانهاء برنامج ادامة فقدان الوزن دون ارشادات المساعدين المتخصصين . ولا يتعلق هذا الوضح بضعف الشخصية او الارادة وانما يتعلق بآلية العادات غير الصحية لمجتمعاتنا.
يتعرض الشخص بعض الاحيان ، وهو منهمك في برنامج تقليل الوزن ، الى اعمال تخريبية تستهدف هذا البرنامج كأن يدعوه القرين او القرينة ، كمثال ، الى عشاء رغم انه لم يفعل ذلك طوال العشرين سنة الماضية، او ان يغرقه الناس بغتة بهدايا علب الشوكولاتة لان من طبيعة البشر ان يتمنوا بقاء الانسان على حالته او ان يشعروا بالغيرة من اي شيء يفعله الانسان المقابل لتحسين وضعه .
ومع الاسف فان هذه الاعمال التخريبية الصادرة عن غيرة ينفذها احيانا اقرب الاقربين الى الانسان . ولهذا فمن المهم جدا ان يتجنب الانسان ابداء مظاهر الغضب مع هؤلاء الناس وان يلجأ الى تنويرهم بما هو فاعل في سبيل تحسن وضعه .
ولا يجب ان ننسى ان بعض من يحاول ان يخرب برنامج الحمية الذي يتبعه الانسان يعاني بدوره من البدانة وقد يشعرون بالفشل في حالة نجاحه .
التمارين الرياضية :
ان ممارسة التمارين الرياضية جزء مكمل من برنامج ادامة الوزن الطبيعي للانسان . فالحركة تحرق السعرات الحرارية وتجعل جسم الانسان ميالا لزيادة نسبة الاستقلاب ( تميل عادة للانخفاض مع ازدياد الوزن ) ، تقلل التوتر النفسي ، تعين في استعادة كتل العضلات الطبيعية ( التي تميل للانحسار عادة في البدانة ) وتساعد في اشاعة جو نفسي عام من ا لشعور بالرضى والعافية.
وتشير دراسة اجريت على النساء اللاتي فقدن اوزانهن الى أن 90% من النساء اللاتي فقدن 20 % من وزنهن وحافظن على وزنهن الطبيعي كن قد ادين التمارين الرياضية ثلاث مرات في الاسبوع لفترة نصف ساعة كل مرة في الاقل .
هذا في حين ان ثلث عدد النساء اللاتي نكصن عن فقدان الوزن كن قد تمرن بهذا المستوى . وتظهر هذه الدراسة ، اضافة الى الدور الهام للتمرينات الرياضية ، ان هذه التمرينات ليست ضمانة لديمومة فقدان الوزن وانما تعمل كعامل مساعد هام . وغالبا ما ينكص البعض ، ممن حقق تناقصا حاسما في الوزن ، في ادامة وزنه الجديد بسبب انقطاعه عن التمرينات الرياضية بسبب المرض او بعض المعوقات الاخرى .
التمارين الحيهوائية واللاحيهوا ئية :
يمكن تقسيم التمارين الرياضية إلى تمارين حيهوائية Aerobics واخرى لا حيهوائية Anaerobic :
ـ التمارين اللاحيهوائية:
تحرك التمارين اللاحيهوائية مجموعة كبيرة من العضلات مرة واحدة وتكون شاقة ولكن لفترة قصيرة . ورفع الاثقال هو احد الامثلة على التمارين اللاحيهوائية . ولا تحرق التمارين اللاحيهوائية الكثير من السعرات الحرارية لكنها تؤدي الى نمو كتل العضلات. وان زيادة كتل العضلات تؤدي الى زيادة نسبة الاستقلاب في فترة الراحة او زيادة عدد السعرات الحرارية المحروقة في فترة الراحة .
ان نسبة الايض (الاستقلاب) في فترة الراحة عامل مهم في تحديد عدد السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم في اليوم للحفاظ على الوزن . وان ارتفاع نسبة الاستقلاب في فترة الرحة يعني قدرة الانسان على تناول المزيد من السعرات مع المحافظة على وزنه .
واذا عمل الانسان على تثبيت عدد السعرات التي يتناولها ومارس التمارين اللاحيهوائية في ذات الوقت فان مخزون جسمه من الشحم سيتناقص .
ـ التمارين الحيهوائية:
على اية حال فان التمارين الحيهوائية افضل لانها تزيد معدل التنفس وتتطلب حركة دائمة مثل المشي والركض وقيادة الدراجات والتمارين الحيهوائية ترفع حاجة الانسان للسعرات الحرارية وتنمي الكتل العضلية بشكل محدود وتؤدي الحالة الاخيرة، من جديد ، الى رفع نسبة الاستقلاب في فترة الراحة .
ولهذا يقع على الانسان ان يؤدي التمارين الرياضية اذا اراد تقليل وزنه والحفاظ عليه في ذات المستوى.
فمثلاً اذا مشى رجل وزنه 90 كيلوغراما بسرعة لفترة 30 دقيقة فانه سيحرق 200 سعرة اضافية في اليوم . قد لا يبدو هذا كثيرا ، خصوصا اذا كان كانت كل 500 غرام من الشحم تعادل 3500 سعرة ، لكن المداومة على هذا المشي لفترة سنة يعني حرق عدد من السعرات تعادل 10كغم .
تذكروا ان التمارين اللاحيهوائية تعني ممارسة رياضية قاسية تتطلب الحركة ثم التوقف وتؤدي الى زيادة الكتل العضلية في حين ان التمارين الحيهوائية تتطلب حركة مستمرة . ومع التمارين الحيهوائية تزداد سرعة نبض القلب وهي ميزة اضافية .
ان التوليفة المناسبة بين التمارين الحيهوائية واللاحيهوائية التي توفر افضل النتائج في فقدان الوزن تتغير من فرد الى اخر.
المهم ان يؤدي الانسان منها ما هو مناسب له وقادر على الاستمرار عليه . والمهم ايضا ان يستشار الانسان الطبيب قبل ان يبدأ بهذه التمارين لانه قد يكون غافلا لبعض الامراض الصامتة الخطيرة التي المت به والتي قد تعرضه اثناء التمارين الى الذبحة الصدرية ومشاكل القلب الاخرى. وهذا ينطبق اساسا على الذكور بعد سنه 35عاما.
المصادر:
Mothernature.com
Gesundhheitscout24.de
الإثنين 29 سبتمبر 2008, 2:13 am من طرف زائر