ابراهيم Member
سجل فى : 12/02/2008
المساهمات : 14137 العمر : 30 التقييم : 60
| | رجل يتوب على يد ابنته | |
كان شاباً ضائعاً تائهاً, غافلاً عن طاعة ربه, منهمكاً في الذنوب والمعاصي,
ثم تزوج بإمرأة صالحة وفية فلم يغير الزواج من حاله شيئاً, فاستمر بعد
زواجه في ضلاله وطغيانه و فجوره..... ولندع صاحب القصة يكمل لنا بقيتها,
فيقول : في ذات ليلة, سهرت مع رفقاء السوء, حتى إقترب الفجر, ثم عدت
إلى بيتي في الثالثة فجراً, فوجدت زوجتي وإبنتي الصغيرة نائمتين فاتجهت
إلى الغرفة المجاورة, لأكمل السهر, على مشاهدة الأفلام الساقطة عبر جهاز
"الفيديو", وأخذت اتنقل من شريط لآخر, وفجأة فتح باب الغرفة, وإذا بإبنتي الصغيرة
التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها تدخل إلى الغرفة, وهي تنظر إلي نظرا ت تعجب
وإحتقار, ثم بادرتني قائلة:" يا بابا: عيب عليك!! اتق الله" ورددتها ثلاثة مرات, أغلقت
الباب وعادت إلى فراشها, فوقعت كلماتها في قلبي وتأثرت بها كثيراً, ثم بادرت فأغلقت
جهاز "الفيديو" وجلست لوحدي حائراً أفكر في كلامها, وأحاسب نفسي على تقصيري
في طاعة ربي, وبعد فترة قصيرة, إرتفع صوت المؤذن في المسجد المجاور لبيتنا في منادياً
لصلاة الفجر, وإنفجرت في صلاتي بالبكاء, وعاهدت الله على التوبة والإنابة إليه, ثم عدت إلى
منزلي, فوجدت إبنتي نائمة فإتحهت إلى عملي, وقصصت قصتي على أحد أعز أصدقائي هناك,
فما أن سمعها حتي قال لي: احمد الله تعالى, أن سخر لك تلك البنت الصغيرة لتوقظك من غفلتك,
قبل أن يهجم عليك الموت, عدت في ذلك اليوم من عملي مبكراً, وبي من الشوق إلى إبنتي الصغيرة
ما لا يعلمه إلا الله, لقد كنت عازماً على أن أعوضها هي وأمها الصالحة عن كل سنين الحرمان التي
عاشوها معي, وما كدت أدخل البيت, حتى إستقبلتني زوجتي الوفية وهي تبكي, فقلت لها: مالك يا إمرأة؟
ما الذي حصل؟ فقالت وهي تغاب الدموع لقد ماتت إبنتك!! لم أتمالك نفسي من هول الصدمة, فإنفجرت باكياً
ثم بادرت فإتصلت بصديقي فجاء فساعدني في غسل طفلتي الصغيرة, ثم كفناها ثم صلينا عليها, ثم نزلت
بنفس في قبرها, ووضعتها بيدي في لحدها والدموع تسيل من عيني كالمطر!!
وددت حينها أن أصرخ بأعلى صوتي لتسمعني الدنيا كلها قائلاً: أنا لم أدفن إبنتي, وإنما دفنت النور الذي
أضاء لي الطريق في هذه الدنيا!! | |
|
الجمعة 24 أكتوبر 2008, 11:19 pm من طرف RRC3