OmAr71 Member
سجل فى : 01/12/2008
المساهمات : 8261 التقييم : 21
| | ما الثوب الذي ترتديه | |
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الهدى وخاتم النبيين وعلى اله وصحبة أجمعين هذا الثوب ذكره الله في كتابه العزيز ووصفه بالستر وبالخيرية النافعة للإنسان, من لبسه زاد حيائه واستنار وجهه وقاده إلى فعل كل محمود وترك كل مذموم ومن ثم إلى جنات النعيم ومن خلعه ضاع حيائه واسود وجهه وغاص في ملذات وشهوات نفسه ومن ثم إلى جهنم والعياذ بالله.ألا وإنه لباس التقوى الذي فيه صلاح العبد وراحة باله إذا لبسه راقب نفسه ونهاها عن هواها و زادت طاعاته ونقصت معاصيه وأصبح من محبين الله لأنه سبحانه يحب المتقين الذين يراقبونه في جميع أعمالهم.قال الله {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى *فإن الجنة هي المأوى } النازعات الآية 40\41أي من تذكر وقوفه بين يدي الله للسؤال والجزاء استوجب عليه أداء الفرائض واجتناب النواهي الذي يقوده بالتالي إلى عدم الاستجابة للنفس فيما يبغضه الله ولم يطيعها فيما حرمه الله , فإن جزائه الجنة التي هي دار السلام ومستقر الأبرار والمتقين والتقوى بمعناها الشرعي هو أن تجعل بينك وبين معاصي الله وعذابه وقاية تجعلُك تزيد من الطاعة وتبتعد عن المعصية وإن وقعت فيها تجعلُك تُفيق وتتذكر الله وتتوب إليه قال الله{إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون}الأعراف الآية 201وهذا الثوب الذي وصفه الله بأنه بمثابة الحصانة المؤمن بحيث يقيه من أتباع طريق الضلال قد تعتريه بعض المنغصات ومنها لو أن صاحبه قصر فيه نقصت درجته عند الله وتساهل في بعض المعاصي بل وقد يستصغرها فأصبح كالذي فتح باب الرجاء وأغلق باب الخوف من الله والنتيجة التفريط في الطاعات والتساهل بالمعاصي ولو انه طول فيه أهلكه التشدد فيما لم يأمر الله به وفعل عكس المتساهل فأغلق باب الرجاء وفتح باب الخوف والنتيجة التشدد بما لم يأمر الله به واليأس من رحمة الله .. فالمؤمن التقي يعش بين هذين البابين فيرجوا الله الرحمة والمغفرة على ما قصرت نفسه ويبادر بالأعمال الصالحة التي تبرهن مدى خوفه من ربه فلا يكون كالذي يعلق الآمال على ربه وهو في حاله مُنغمسا بشهواته والعياذ بالله.قال الله{أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين*أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين *أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين * بلى قد جاءتك ءاياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين}والأفضل أن يكون هذا الثوب على مقاس العبد ساترا له بحيث يزيد من طاعته لربه وتقل معصيته وان حصلت منه استغفر ربه وخر وأناب.فلا يكون كالمتساهل أو القانط فلينظر كلا منا ما هي مقاسات هذا الثوب لديه وعلى فكره فأن مقاسه معنوي لا يُرى بالعين لأنه لباس القلب إذا لبسه زاد خشوعه وظهرت علاماته على الجوارح من فعل الطاعة وترك المعصية. وجوابه متروكا لنا ولأنفسنا.أما الثوب الحسي الذي نراه ما هو إلا ساترا للجسد فقط ومُزينا له , وكم من ناس تستر أجسادها وتعري قلوبها أسال الله بمنه وكرمه أن يجعلنا من المتقين ويصلح قلوبنا ويثبتها على طاعته وأن يجعلنا هداة مهتدين و أن يجعل عاقبة أمرنا إلى خير ويجعل أخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله.....واختم بالآية الكريمة من سورة الأعراف {{يا بني ادم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ءايات الله لعلهم يذكرون}}الأعراف الآية 26وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرامنقول | |
|
السبت 10 يناير 2009, 11:06 am من طرف قمر