{A7med} Member
سجل فى : 06/09/2008
المساهمات : 822 العمر : 31 التقييم : 3
| | قصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس | |
قصيدة أبي البقاء الرندي في رثاء الأندلس لكل شيء إذا ما تم نقصان ...... فلا يغر بطيب العــيــش إنسانُ هي الأمور كما شاهدتها دول ...... من سرهُ زَمنٌ ساءته أزمانُ وهذه الدار لا تُبقي على أحد ...... ولا يدوم على حال لها شانُ يُمزق الدهرُ حتماً كلّ سابغة ...... إذا نبت مشرفيات وخرصانُ وينتضي كل سيف للفناء ولو ...... كان ابن ذي يزنٍ والغمد غمدانُ أين الملوك ذوي التيجان من يمن ...... وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ؟ وأين ما شادهُ شدّاد في إرم ...... وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟ وأين ما حازه قارون من ذهبٍ ...... وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ؟ أتى على الكل أمر لا مرد له ...... حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا وصــــــــــار ما كــــان من مــلـــك ومن مـلكٍ .... كــمــــا حـــكـــى عـــن خــيــال الطيف وسنانُ فجــــائع الدهر أنواع منوعةٌ ...... وللزمان مــســــراتٌ وأحزانُ دار الزمان على (دارا) وقاتله ...... وأم كسرى فما آواه إيـــوانُ كأنما الصعب لم يسهل له سببٌ ...... يوماً ولا ملك الدنيا سليمانُ وللحوادث سلــوان يسهلها ...... وما لما حـــــلَّ بالإسلام سلوانُ دهى الجزيرة أمر لا عزاء له ...... هوى له أحــــدٌ وانهدّ ثهلانُ أصابها العين في الإسلام فارتأزت ...... حتى خلت منه أقطار وبلدانُ فاسأل (بلنسية) ما شأن (مرسية) ...... وأين (شاطبة) أم أينَ (جيان)؟ وأين (قرطبة) دار العلوم فكم ...... مـن عالم قد سما فيها له شان؟ وأيــــن (حــــمــــص) ومــا تــحويه من نزه ...... ونـــهــــرها الـــــعـــــذب فــــيــــاض ومـلآنُ كـــــــــذا طــــلـــيـــطـــلـــة دار الـــعلوم فكم ..... مــــــــن عــــــالــــم قــــــد ســما فيها له شان وأيــــــن غــــــــرنــــاطـــــــة دار الجهاد وكم .... أســـــــد بــــــــهـــــــــا وهم في الحرب عقبان وأيـــــــــن حــــــــمـــــــراؤها العليا وزخرفها ..... كــــــــأنــــــهــــــــــا مـن جنان الـخلد عدنان قواعدٌ كن أركان البلاد فما ...... عسى البقاء إذا لم تبق أركــــانُ والـــــــــمــــــاء يجري بساحات القصور بها ..... قـــــــد حـــــــف جــــــدولـــــها زهر وريحان ونـــــــــــهـــــــرها العذب يحكي في تسلسله ..... سيــــــــوف هـــــــنـــــــد لــهـا في الجو لمعان وأيـــــــن جــــــامــــــعــــــها المشهور كم تليت .... فـــــــي كـــــــل وقــــــت بـــــــه آي وفرقان وعـــــــــالـــــــم كـــــــان فـــــــيه للجهول هدى ..... مـــــــــدرّس ولـــــــــه في الـــــــعلـم تبيان وعــــــــــابــــــــد خـــــــــاضـــــــع لله مـــبتهل ..... والــــــدمــــــع منه على الــخديـــــــن طوفان وأيــــــــن مــــــالـــــــقـــــــة مرسى المراكب كم ..... أرســــــــت بــــســـــاحتها فـــلك وغربان وكــــــــم بـــــــداخــــــلـــــهــــــا من شاعر فطن ..... وذي فـــــــنـــــــــون لــــــه حــــذق وتبيان وكــــــــــم بخــــــــــارجــــــــها من مــــنزه فرج ..... وجـــــــــنـــــــــة حـــــــولها نهر وبستان وأيــــــــــــــن جــــــــــارتـــــها الزهرا وقبتها ..... وأيــــــــــن يـــــــــــا قوم أبــــطال وفرسان وأيــــــــــن بـــــــسطـــــــة دار الزعفران فهل ..... رآى شـــــــبـــــيهــــــــاً لها في الحسن إنسان وكــــــــم شـــــــــجـــــاع زعيم في الوغى بطل ..... تبــــــكـــــــيــــــــه من أرضه أهـــل وولدان كـــــــــذا الــــــــمــــــــــرية دار الصالحين فكم ..... قـــــــطــــــــب بـــــهــــــا عـلم بحر له شان تبكي الحنيفية البيضاء من أسف ...... كما بكى الفراق الألف هيمانُ على الديار من الإسلام خالية ...... قد أقفرت ولها بالكفر عمرانُ حيث المساجد قد صارت كنائس مـا ...... فيهن إلا نواقيس وصلبانُ حتى المحاريب تبكي وهي جامدة ...... حتى المنابر ترثي وهي عيدانُ يا غافلاً وله في الدهر موعظة ...... إن كنتَ في سنةٍ فالدهر يقظانُ وماشياً مرحاً يلهيه موطنه ...... أبعد (حمص) تغر المرء أوطانُ !!!؟ تلكَ المصيبةُ أنْسَـــتْ ما تَقَـدَّمَها ...... ومــالهَا مــن طوالِ الدَّهـرِ نِسيــانُ يا راكبينَ عــتاقَ الخيلِ ضــامرةً ...... كـــأنَّها في مجـــالِ السَبـقِ عُقبانُ وحاملينَ سيـوفَ الهنـدِ مــُرهَفةً ...... كــأنَّها في ظَـلامِ النَّقــعِ نــيرَانُ أَعنــدكُم نبأٌ مـــن أهــلِ أنــدلُسٍ ...... فقد ســرى بحــديثِ القــومِ رُكبــانُ كَم يستغيثُ بنا المستضعفــونَ وهُم ...... قَتلـى وأســـرَى فمــا يهتــزُ إنسانُ ماذا التـــقاطعُ في الإســلامِ بينكمُ ...... وأنتــــم يا عبــادَ اللــهِ إخْـــــوانُ ألا نــــــفـــــــــوس أبـــــيـــــــات لــــها همم..... أمــا عــلــى الـــخــير أنـــصــــار وأعـــــــوان يا مـــــن لــــــــنصـــــــــرة قوم قسمـوا فرقاً .....سـطـــــــا عــــــلــــيهـــــم بــــهـا كفر وطغيان بالأمــسِ كانُوا مُـلُوكاً في مــنازلهِم ...... واليـومَ هـم في بــلادِ الكفـرِ عُبدانُ فــــــــلـــــــو تــراهُــــم حَيَارى لا دليــلَ لهــم ...... علــــــــيهِـــــمْ مِــن ثــــــــيــابِ الـــذُّلِ ألوَانُ ولـــــــــــو رأيـــــــت بـــــــكـــــاهم عند بيعهم ..... لـــــهالــــك الأمـــــر واســــتـــهوتــك أحزان يا ربَّ أمٍ وطفــلٍ حِيــلَ بينهُـــما ...... كـمـــا تُــفــــرَّقُ أرواحٌ وأبـدانُ وطفلـةٌ مثـلَ حُسـنِ الشمــسِ إذ ...... طلعـت كأنَّما هي ياقــوتٌ وَمَرجانُ يقودُها العِلْـجُ للمكــروُهِ مكــرَهةً ...... والعــــينُ باكيـــةٌ والقَـلـبُ حيـرانُ لمثلِ هـذا يبكِي القــلبُ مِن كَمــدٍ ...... إن كـــانَ في القَلـبِ إســلامٌ وإيمانُ | |
|
الإثنين 08 سبتمبر 2008, 4:14 pm من طرف ابراهيم